الاربعاء ، ٠١ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٢ صباحاً

عودة رائدة السلام والتغيير

محمد حمود الفقيه
الجمعة ، ٢٠ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
حللتي أهلا ً ونزلتي سهلا ًيا" توكل " لقد اضأتي شوارع صنعاء في ليلة يسدلها الظلام الدامس ، ووقفت ضوضاء الشوارع استعدادا ًلرنين كلماتك الثورية ، غيابك عن الساحة كان بردا ًلشباب الحرية و التغيير ، و رجعوك اليها دفءِ و سلاما ً، تألقتي في سماء الحرية و التغيير ، حتى ان الليل أرخى سدوله حينما رأى شعاع و جهك يشرق بعد زوال شمس اليوم ، فلا نامت أعين الحاقدون و الحاسدون ، كيف بهم اليوم يشعرون بالبرد رغم رداءه الواقي منه ، و كيف بهم اللحظة يتركون أهليهم و ذويهم و يخرجون الى بروز البيوت و الشقق ( البلكونات) ليتحسسوا من ريح توكل و سلامها في أجواء المدينة الغارقة بظلامهم !! و البعض منهم قد يغير من فراشه المعتاد حاسّا و كأن دابة ما تأكل من يديه و رجليه و جنبيه ، و آخرون من هؤلاء ، يلجأوون الى صالتهم التلفزيونية ، و يفتحون أفلاما ًهندية ، عسى ان تخفف عنهم ضيقهم و حرجهم تجاه هذا الحدث اللافت الذي يشارك صنعاء بهجتها و فرحتها ،
و آخرون كذلك مغمورون في بيوتهم و على أسرّتهم ، لا الى النوم و لا الى اليقظة ، كوابيس تحيطهم من كل مكان , يطول عليهم الليل القصير , و ينتظرون بزوغ الشمس ليفرون من قيد الأرق و تعاسة السهر الذي اصابهم في ليلتهم هذه .

انها توكل كرمان _ التي افزعت قلوب المتسلقون على سلم الضعفاء و المساكين , و ارعبت الساسة المتغطرسون , و دافعت عن الجعاشن و ضعفائها من المغلوبون على امرهم من جور هامان الجعشني الذي ارسله وايده فرعون صنعاء و من حوله دافعت عن ضعفاء الجعاشن يوم ضاع الرجال المخلصون لوطنهم و امتهم , دافعت عنهم حين لم نرى القضاء و لا الشريعة ولا الشرعية الدستورية وقفت امام طاغية الجعاشن الذي حرم الاطفال و النساء والشيوخ و الكبار من بيوتهم و الحارس الصالحي يرى بعينيه و يسمع باذنيه عن سجون في الجبال و الاودية و الكهوف , وعن حرمات تنتهق بحق الجوعى و العراة من دون رحمة و لا شفقة .

توكل التي دخلت القلوب الراجفه , هاهي اليوم تعود الى اليمن الى خيمتها الثورية في ساحةالتغيير , رافعة راية السلام العالمي , انها توكل توكلة على الله ومعها هامتها لا تقف عند اليأس الذي اصيب به بعض الساسة و المفكرين وحلّ قريبا من دور بعض العلماء الذين توقف علمهم عند اعفاء الذقن و مسح الخفين و تقصير الثياب , ونسيى بعض هولاء العلماء قضية ربانية مهمة بحد ذاتها اساس التعايش بين البشر (( العدل )) الذي يقف تجاه الظلم المحرم بين الناس و المحرم على الله منه جل وعلا , العدل الذي غاب عن مجرّتنا العربية و الاسلامية في الكون الانساني , العدل الذي اصيب بالعقم في اروقة السياسة العربية , العدل الذي ضل ملايين البشر ينتظرونه لينصفهم من الجبابرة و المتسلطون , العدل الذي يساوي بين القاتل و المقتول بالقصاص , العدل الذي يعيد اللبن المسروق الى ضرع الشاة , العدل الذي يجعل من بني الانسان سواسية كاسنان المشط , لافرق بينهم الا بتقوى الله تعالى .

عدتي يا توكل فاقول لكي ثانية حللتي اهلاً و نزلتي سهلاً , و كتب الله لك فيما تسعين بشانه ارضاء لله تعالى اولا , و حبا بهذا الوطن الكبير الغالي و حبا باهله الكرام ثانيا ً , عدتي الى اهلك فاهلا بك , و رجعتي الى اصحابك فوا سعد من حظي بصحبتك , لك مني كل التحية والتقدير على اهتمامك بوطنك و امتك , رغماً عن انف من لا يطيقك و لايريد لك البقاء على قيد الحياة ......