الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣١ مساءً

إنه يغرق

حسام ردمان
الاربعاء ، ١١ يناير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
ها هي الدائرة قد بداءت تضيق على الرئيس المحروق .. وها هو الأكسجين قد بداء ينفد من أسطوانته التي ضل يتنفس منها خلال الثورة .. وهاهو الطوفان يعلو ليغرق بطريقه عرش الطاغية الثلاثي العقود والسنوات .

لقد استنفذ صالح -على امتداد الثورة- جميع ألاعيبه ، وبات يعرفه العالم أجمع على أنه كاذب كبير لا يميز بين احد وأخر ، وبين دولة وأخرى ، فحتى الأمريكان لم يسلموا من تحايله السياسي المقيت والذي جعلهم يتعاملون معه على أنه أحدى الأعباء ألمثقله لظهورهم ، وليس على أنه أحد حلفاءهم الاستراتجيين في المنطقة .

فالسفارة الأمريكية ضاقت ذرعاً مما يمارسه صالح معها من لفٍ ودوران ، وطالبته كذالك بالسفر اليوم وليس غداً ،أو أن يتم سحب طلب التأشيرة الذي تقدم به ، ولا يزال إلى الآن مرمياً في أدراج السفارة .

بل أن المصدر الأمريكي تجاوز ذالك بكثير حينما نعت صالح و مشاكله بالصداع الكائن برأس الإدارة الأمريكية التي باتت استضافت صالح من عدمها تشكل أحد مشكلاتها الكبرى بالشرق الأوسط .

و يأل العجب العجاب فالجهة التي كان صالح يستند أليها ويتقوى بها على شعبه هي ذاتها اليوم من تنتقده وتنتقد سياساته .. وليس هذا فقط فدولياُ صرحت المفوضية السامية لحقوق الإنسان: بأنه لا عفو عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن .

وحثت "نافي بيلاي" يوم الجمعة "البرلمانين اليمنيين لاحترام الحظر الدولي المنصوص عليه في القانون الدولي تجاه العفو في الانتهاكات الحقوقية الجسيمة" .
وقالت: "بأنه لا يجوز العفو إذا كان هذا العفو يحول دون مقاضاة الأفراد الذين يكونوا مسئولين جنائياً عن جرائم دولية مثل جرائم الحرب والجرائم بحق الإنسانية والإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ".

وبين الولايات المتحدة والأمم المتحدة يأتي الرأي الفرنسي الذي جاء مؤازراً لثورة اليمنية منذ البداية ، ولا ينسى أحد منا العقوبات الاقتصادية التي توعدت بها فرنسا على لسان وزير خارجيتها "اّلن جوبيه" والتي كانت ستنال من بعض قيادات النظام الساعية لإشعال الوضع وتأزمه .

وبعيداً عن الرأي الدولي المؤيد للثورة اليمنية المباركة يأتي الخلاف الحالي ما بين الرئيس صالح وبين القائم بأعماله النائب عبد ربه هادي وبين مستشاره السياسي الدكتور عبد الكريم الإيراني وأيضا وزير خارجيته أبو بكر القربى، بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير .. وكأن العقد قد بداء ينفرط محلياً ، ونهاية صالح قد باتت وشيكة .

فصالح أضحى كالقطة المحبوسة التي لا تجد طعاماً داخل القص ،ولا تقوى على الخروج لتأكل من حشاش الأرض .. ولكن الفرق هو أن صالح هو من حبس نفسه بنفسه ،وذالك بغبائه الفائض الذي كان يضنه نوعاً من أنواع الذكاء ....[ويمكرون و الله خير الماكرين]