الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٦ مساءً

سوريا.... والدموع التي لا تنتهي

حسام ردمان
الخميس ، ٠٥ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ صباحاً
سيضل التاريخ على امتداد الخليقة يبكي لتلك المجازر التي ترتكب بحق أحرار الشام ..وستضل الأعين تصب الدموع دون توقف علها تورثي بها شهداء الثورة السورية .. وسنذوب من الخجل عندما نقول لأولادنا بالمستقبل بأننا كنا عرباً ،وشاهدنا كل تلك الانتهاكات بحق ابنا سوريا ولم نحرك ساكنا .

وسنخجل كذالك عندما سنقول لهم بأننا قد بولينا بجامعة عربية لا تتقن سوى الكلام وابتداع الحلول البعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة .

فبربكم حتى اليوم ما الذي قدمته اللجنة الحقوقية لأبنا الشام ؟ وما التقدم الذي أحرزته في حمص ودرعا ؟ فالانتهاكات هناك لازالت على حالها ولا زالت الحياة تقابل بالموت من قبل الجيش الأسدي ،والحرية تجازا بالنار من قبل الشبيحة ،و الأمان لا يناله أحد إلا إذا قدم الولاء المطلق ثمن له ، والولاء بلغتهم لا يكون للدين أو للوطن وإنما يكون للبعث وللقائد .

أي جرم هو ذاك ؟،و أي قاتل هو ذاك ؟،وأي شعب هو ذاك؟.
فالقاتل لا يميز بين الرجل والطفل والمرأة و يسلب حياة الآلاف في سبيل إرضاء الفرد،والسجان هو الأخر قد امتاز بذات الميزة، فالبعث لم يحرم سراديب تعذيبه من استضافة النساء والأطفال، بل انه قد زاد على ذالك وأحل اغتصابهم .
أما الشعب فلا الدماء ولا القتل ولا التعذيب قد يوهن من همته أو يفتت عضده .

لان من ذاق طعم الحرية يستحيل أن يتخلى عنها ، حتى وإن كانت هذه الحرية مغلفة بالقتل والدماء ، ورغم الجرائم والإبادة والدهم إلا أن السوريون لم يكفوا عن المطالبة بحقهم الذي اغتصبه البعث واستأثر به لنفسه .
فكل الأنظمة الدكتاتورية في العالم أرادت أن تتملك الأوطان ، إلا نظام الأسد فقد أراد أن يتملك شعباً ووطن .

ولكن هيهات هيهات ، فالشعب الذي قد استفاق من سباته يستحيل أن يرضخ مجدداً ..والسوريون ليسوا بحاجة لأحد ليقف معهم بل نحن من نحتاج للوقوف بجانبهم.. فلعل التاريخ حينها سيسرد لنا شيئاً ستشرف عندما نحكيه لأولادنا .