الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٠ مساءً

عندما يموت الشهيد

حسام ردمان
الثلاثاء ، ٠٣ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
تتناثر الأفكار ،وتتبعثر المفردات ،وتختلط الأحرف ،وتتوقف عجلة الزمن عن الدوران ،عندما تتصل لأخيك أو صديقك فيجيبك أحد أخر ليقول لك: فلان استشهد.

حينها تذوب الكلمات في فمك ،ويتوقف عقلك عن التفكير ، وتعجز أطرافك عن الحراك ،ولا ترى أمامك إلا صورة الشهيد وهو حي يرزق، ويعجز خيالك عن تصوره وهو جثة هامدة .

وعندما ثم تستفيق من الصدمة وتتسأل،أحقاً بلغ التراق؟ و حانت ساعة الفراق؟ولم نعد نمتلك من الفقيد إلا ذكرى تلك الأيام التي خلت ؟أم أن المعجزة ستحصل وسيدب الله فيه الروح من جديد ؟

ولكن كل هذه التساؤلات تمحى وتنتهي فور رؤيتك لأخيك أو صديقك وهو جثة ممدة بجانب من رافقوه برحلته تلك نحو الدار الآخرة..... عندها تنهمر دموعك وكأنها إمطارٌ استوائية هطلت دون سابق إنذار ....وتجهش روحك بالبكاء رغم انك تدرك تماماً بأن الدموع والبكاء لن تعيدا ما حدث ، ولكنك تصبر نفسك وتقول: بأن فلاناً قد نال الشرف،و مات شهيداً.

وفي خضم كل تلكم العواطف تتخذ عهداً على نفسك بأن[ دماء الشهداء لن تذهب هباء] .

ولكن للأسف فإن هذا العهد لا يتخذه إلا قلة قليلة تتمثل بأهل الشهيد و من عرفوه ،أما البقية الباقية فإنها تتنصل عن واجبها تجاه شهداء الثورة الذين كانوا وقودها ومحركها ، بل أن البعض يبخل على الشهداء بالدعاء والترحم.... ولا ندري أسبب هذا دناءة أنفسهم، أم أن النظام قد جردهم من الحرية ،والكرامة، وكذالك من والإنسانية .

إخوتي القراء واجبنا الأساسي في هذه المرحلة ليس انتقاد الحكومة وسب صالح ونظامه ، وإنما واجبنا الحقيقي يتمثل بالنيل من قتلة الأبرياء ،وعدم التفريط بدماء الشهداء.... لأن الثورة لن تنجح ولن يكتمل نصرها إلا إذا استوفى الشهداء جميع حقوقهم ، وأدى الثوار جميع واجباتهم تجاههم وتجاه أسرهم .