الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٧ مساءً

الثورة .. وحبال المتسلقين

طه عبد القادر سالم
السبت ، ٣١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
كلما نظرت للواقع السياسي اليمني وما آلت إليه الأوضاع بعد ما يسمى (بالثورة الشبابية السلمية ) ازددت يقيناً أن اليمن تختلف اختلافاً جذرياً عن باقي الدول العربية التي مر عليها الربيع العربي كـ..تونس ومصر وليبيا ..

اختلافاً ربما كان السبب الرئيس في تأخير سقوط رأس الهرم في النظام وبالتالي سقوط القاعدة ، ولعلي أوجز في السطور التالية بعض نقاط الاختلاف هذه ومن أهمها:

1- أن الولاء للقبيلة و الطائفة في اليمن يبدو انه أقوي من الولاء الوطني وهذا يبدو جليا من خلال الفجوة الكبيرة بين أرباب العمل الثوري والأحزاب المنضوية تحته ،وإصرار كل ذي رأي براية .وإن كان هذا الرأي ضد مصلحة الوطن!! .وهذا ما لم نجده في الثورات العربية الأخرى، وكيف أنهم وحدوا جهودهم كلها في سبيل تحقيق أهداف ثورتهم.

2- أن الصراع الموجود حاليا في الساحة اليمنية هو في الحقيقة صراع من اجل السيطرة على مقدرات الوطن الاقتصادية وهذا لعلمهم التام بما تحويه أرضنا العامرة من خيرات وروافد اقتصادية، والذي حاول الرئيس علي عبد الله صالح وحزبه الحاكم طيلة سنوات طويلة من الزمن إبقاء الشعب في جهل تام عن معرفة مقدرات البلاد الاقتصادية من بترول وغاز وثروة سمكية وحيوانية وزراعية إضافة إلى المعادن النفيسة والكثيرة و المتنوعة التي تحويها جبال اليمن ودون إغفال الجانب السياحي والذي تقوم عليه اقتصادات بلدان بأكملها.. وهذا ما لم نشاهده في الثورات الأخرى .

3- إن الشعب نفسه منقسم إلى أكثر من قسمين في ما يخص تأييد الثورة الشبابية.. فكثير منهم يرون أن هذه الثورة تقوم على مصالح بضعة أشخاص .. يسمونهم في حال الحوار معهم ويقول بعضهم لو كانت هذه الثورة من اجل الوطن لوقفنا كلنا معها إلا أنها لصالح فلان وعلان من الناس من أصحاب السلطة في المرحلتين ما قبل وما بعد الثورة .

4- وجود أشخاص كانوا مقربين جداً من الرئيس يؤيدون الثورة ، وهذا يسبب قلقا لبعض الثوار ، إذ كيف يسكت هؤلاء طيلة هذه السنوات عن هذا الظلم ثم ما لبثوا ينضمون إلى الثورة بكل بساطة ويسر ويؤيدونها وليس هذا فقط ويتبادلون مع الرئيس عبارات الاستهجان و التهديدات بل وصلت الأمور في بعض الأحيان إلى المواجهات العسكرية وغيرها ...

هذه النقاط وغيرها كثير جعلت تحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية في اليمن كاملة من سابع المستحيلات ولا نستبق الأمور إذا قلنا إننا يجب أن نرضى بما أتيح لنا من منجزات حتى لا نصاب بالحسرة و الندامة لاحقا و ( مالا يدرك كله لا يترك جله )

وتبقى اليمن دائما تسير عكس التيار إلى أن يأذن الله تعالى بحاكم يخاف الله في شعبه ، ليعيش الشعب في خير وأمان ورخاء ..