الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٧ مساءً

القطط العمياء

حسام ردمان
الثلاثاء ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
لطالما راهنا كثيراً على تلكم الفئة الصامتة التي اعتقدنا بأنها ستنطق بعد أن ترى أننا قد أزلنا الخطر ،وقطعنا رأس النظام ...وضننا كذالك بأنهم سينضمون لركب الثورة ليباركوها ،ويؤيدوها ،وينتصروا لدماء شهداءها ويرعوا جرحاها .

... ولكن توقعاتنا لم تكن إلا أوهاما نسجنها في أذهاننا فقط كي نبرر لهم صمتهم ... فقد استمروا كعادتهم في حربهم الضروس على الثورة وشبابها ....وضلوا يبتكرون الحجج الباهتة السخيفة لدفاع عن صالح ونظامه المنتهي ،وضلوا كذالك يرشقون الثورة وأهلها بالتهم الباطلة.

ولكن موقفهم هذا الذي جاء مناقضاَ لما توقعناه أوضح لنا بأن صمتهم لم يكن سببه الخوف من النظام المستبد ... وإنما سكوتهم كان سببه داءٌ عضال وهو داء الجهل والحماقة.
وكما تعرفون :[ لكل داء دواء يستطب بهِ
إلا الحماقة أعيت من يداويها ].

صدقوني ،طوال عمري ما كنت لأنعت أي أحد بالغباء أو الحماقة ولكن ما دفعني لذالك هو عملية الاستغباء في اختلاق المبررات لصالح ونظامه...فالبعض يدعي بأن علي صالح هو أشرف رجل عرفته اليمن بعد معاذ بن جبل رضي الله عنه ،بل أنه قد فاقه شرفاً و المفسدين ما هم إلا أتباعه ،وهو لا يدرك ذالك بسبب نزاهته وطيبته ...وأيضاً بسبب نزاهته وطيبته دائماً هو من يتهم بالفساد.

تبريرات تدفعنا حقاً للجنون ، وفي نفس الوقت توقعنا في هاوية الحيرة.

فكلما اقتحمت تبريراتهم تلك طبلات أذاننا لا ندري أي قرار نتخذ،أننتقدهم لما يرتكبوه من جرم بحقنا وحقهم ؟ ،أم نترحم لحالهم؟ ، فهم يمثلون الضحايا الفعلين للفساد التعليمي ،والناتج الحقيقي لإرث الجهل و التخلف الذي خلّفه نظام صالح .

ولا ندري أننعتهم بالبلاطجة أم أن هذا الوصف قاسٍ عليهم نوعاً ما ، فهم ليسوا إلا أناسا قد أغمضت أعينهم و زيفت عنهم الحقائق ،فأصبحوا على أثر ذالك "قططاً عمياء".