الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٥ صباحاً

المبادرة الخليجية .. فوق الدستور والقانون

طارق الجعدي
الثلاثاء ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
ظهرت الثورة الشبابية الشعبية السلمية لتصحح المفاهيم الدستورية التي كانت غائبة عن الوقع السياسي واعلنت ان لا شيئ يعلو فوق الدستور والقانون كون الدستور هو البروتوكول الوحيد الذي ارتضاه الشعب للفصل في الامور العامة وذهب الشعب للاستفتاء عليه , بمعنى ان الدستور يستمد شرعيته من الشعب ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب , حتى جاءت المبادرة الخليجية تنظم الحياة السياسية في اليمن , ولنا ان نتساءل باي حق اصبحت دستور يتم العمل به ومن اين تستمد شرعيتها وهل يصح ان تكون مبادرة ما دستور لبلد ما ؟

نعلم ان المبادرة صيغت وفق اهواء المملكة وموافقتها مما يعطي انطباعا بانه حتى من صاغها لا توجد له شرعية شعبية وهذا يؤكد حقيقة إنا انتقلنا من حكم عائلي بشكل جمهوري الى تشريع عائلي متمثلا في المبادرة الخليجية .. لنعرض المبادرة على القواميس القانونية والتشريعية القديمة والحديثة السماوية منها والارضية ولنبدا بعرضها على التشريع السماوي المتمثل بالقران الكريم سنجد هناك مادة تشريعية تقول ( يا ايها الذين امنو كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى ......) ومادة تشريعية اخرى تقول ( والسارق والسارقة فاقطعوا يديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ) صدق الله العظيم .. لنعرضها على التوراة والانجيل فسنجد ان الله كتب على بني اسسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ... ربما هناك من لا يؤمن بالتشريع السماوي لنحترم وجهة نظره ونقوم بعرضها على تشريع ارضي فقبل ايام حكمت محكمة فرنسية بالسجن لرئيس فرنسا السابق ,,جاك شيراك ,, بالسجن سنتين وحكمت المحكمة الاسرائيلية بالسجن سبع سنوات للرئيس الاسرائيلي ,,اسحاق رابين,, وكلها بتهم فساد .. لا اظن ان هناك في الكون تشريع اعطى حصانة لمن يقتل الاطفال والنساء والتشريعات العالمية قديما وحديثا لا تعطي الامتيازات للصوص فهي دائما على العكس من هذا ...

عندما رفض شباب الثورة مبادرة الخليج كانوا يعون هذه الحقيقة جيدا ويعرفون ان من يطلب حصانة فهو فعلا متورط في جرائم سرقة وجرائم حرب وليس هذا فحسب ولكن لديه نية لارتكاب العديد من الجرائم وما حدث مؤخرا في مسيرة الحياة دليل واضح على النية المبيتة التي يكنها قاتل الاطفال للثورة وشبابها ليخرج بعدها متباهيا بوجود حصانة خليجية ويعقد مؤتمره الصحفي بغرض بلبلة الراي العام وشغله بتحليل حركاته ونظراته .

نستنتج مما سبق بطلان المبادرة الخليجية وانها وصمة عار في تاريخ اليمن المعاصر وسيسجلها التاريخ في صفحات سوداوية ولا بد من يوم ياتي على الجميع يانب الضمير ويؤكد البطلان ويحقق للشباب املهم المنشود.