السبت ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥١ صباحاً

سقط هبل ... وسقط عبّاده !!

محمد حمود الفقيه
الثلاثاء ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً
كلنا يشاهد و يسمع ما يجري في العديد من المؤسسات الحكومية ، بداءً من كلية الطيران و هيئة الطيران المدني و عميد كلية التجارة ، و رئيس مؤسسة الثورة للطباعة و النشر و قائد اللواء 35 مدرع في مجافظة الظالع ، و مدير الخدمة المدنية بالحديدة ، و الكثير الكثير من عباد الريال الذين لا يمتون للمسؤولية الوطنية بصلة ، هؤلاء قد بدأء بعضهم يتهاوى و يسقط كما تتساقط أوراق الشجر ، و اليوم الضباط و الصف يخرجون الى التحرير للمطالبة بإقالة الشاطر ، الذي تربع على عرش التوجيه المعنوي للقوات المسلحة و اختلس ملايين الريالات طيلة الفترة الماضية .

ولهذا فإن المرحلة حسب اعتقادي ستشهد مرحلة جديدة من الثورات اليمنية المؤسسية ضد رؤساء و مدراء المؤسسات الحكومية في كل انحاء الجمهورية ، و هذا أفضل عمل يقوم به المنتسبون لهذه المؤسسات لأجل التخلص من [مرض المنصب المزمن ] الذي قضى على المهنية الوطنية الشريفة ، وقد تنجح هذه الثورة في مرحلتها الجديدة بعد سقوط صنمهم الأكبر هبل _ صالح_ و أعذروني إخواني في وصفي هذا لرئيسكم السابق ، فهذا الوصف موجه للذين لا زالوا يعبدوه !! و يطيعوه حق طاعته ، و لازالوا يهيمون في شغف حبه الغير مبرر إلا ان تكون المصلحة الرخيصة و المنفعة الدنيئة التي قدمها لهم في حقبته المظلمة ، و لا يتورع مثل هؤلاء مما جرى في و طننا العربي من ثورات تغييرية قضت على الفساد و الاستبداد ، وكذلك لم يتورع هؤلاء مما حصل في بلادنا اليمن ، إضافة الى ماجرى للبلاد من انحطاط في في كل شئ و تدهور معيشي و انتشار الفقر و البطالة بشكل يهدد الى سقوط دولة تسمى الجمهورية اليمنية ، بل و لا ينظرون هؤلاء من تبقى من اتباع النظام السابق الى ما يحصل اليوم و ما حصل في حق شعبنا اليمني و ما حصل في حق شبابنا و نسائنا و أطفالنا و شيوخنا الكبار ، من قتل و جرح و هدم للبيوت و هدر طاقاتهم الشبابية لأجل بقاءه صنما للفساد و الإفساد ، فلا نامت أعين الجبناء الذين ينامون و يفترشون دماء الشهداء ، و لا نامت أعين أصحاب المصالح الضيقة الذين يبيعون النفس التي حرم الله بثمن بخس دراهم معدودة ، الا فل يكف هؤلاء المرتزقة عن السحت من الجبابرة المتسلطون ، و لتكف أصواتهم التي تنعق بما لا تسمع ، وقد تبين انهم صماً في حين أنهم يسمعون ، وتبين انهم بكماً في حين أنهم يتكلمون ، وتبين انهم عمياً لا يرون إلا نافذة المصالح الضيقة و المنافع التبعية المقيته ، ألا يعي هؤلاء المتشبثون بصالح و عشيرته ان الوقت قد حان لفراقه و قطع عناقه ، أولا يفهمون ان الحق ظاهراً لا محاله شاء من شاء و ابى من أبى ، ألا يرجعون عن غيهم الذي هم فيه مسرفون ،ألايعلم هؤلاء أذناب النظام انهم من شعب قد افاق من سباته العميق و صاح هذا الشعب صيحة دوّ صداها الى مسامع العالمين أجمع ان ارحل أيها الطاغية ، ان ارحلوا أيها المتزمتون بشعبنا اليمني العظيم ، ان ارحلوا يا من أكلتم ثروته و خيراته و شربتم دماء أبنائه الشرفاء ، و عشتم في رخائكم على حساب تعاسته ، و ترعرعتم في مزرعة اليمن الخضراء على حساب من لا يرتعون حتى من حقولهم ، و كنتم انتم الكرماء على حساب كرم الوطن و مقدراته ، ها انتم اليوم ترون صنما في اليمن قد أسقطه شعبه و سوف يقودكم تعنتكم الى ما آل اليه من السقوط ، ولا يبقى إلا الحق و لا يرقى إلا الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن الكبير الغالي الذي ليس لي فيه سوى غبار الطريق ...