السبت ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٣ صباحاً

هل ستسقط حكومة الوفاق قبل سقوط صالح ؟؟؟

محمد حمود الفقيه
الأحد ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
يبدوا ان التطورات التي طرأت على الساحة السياسية اليمنية في الاسبوع المنصرم وبداية الاسبوع الجاري ستكون مرجلة حاسمة وذلك من خلال دلالات ( مسيرة الحياة ) الراجلة الأكثر جرأة في عالم الاحتجاجات اليمنية و العالمية ، فقد خرجت هذه المسيرة من تعز مشياً على الأقدام لمسافة تقدر ب 260 كيلو مترا ، اجتازت خلالها مشقة السفر البعيد و غطاء الشتاء القارس ببرده الشديد ، لا تخاف بذلك لومة لائم ، فوطأت أقدام الشباب المشاركون الجبال و الأودية في طريقهم المملوء بالمخاطر الأمنية ، فاستقبلتهم الجموع القبلية المختلفة ، و حضنتهم ألافئدة و القلوب لما لاقوه من معاناة وعثاء السفر الذي ادى الى ان تفطرت أقدامهم منه .

وفي أول يوم لوصولها صنعاء تلقت المسيرة من صالح وعائلته وازلامه رماح الموت تتوزع في كل الشوارع ، نظرا لبلوغ هذا النظام الفاشي اعلى مراتب الوقاحة و سوء الأخلاق التي طبعت على وجه القبيح ، فأصبح لا يفرق بين ما هو حق وما هو باطل تجاه الشباب العزل ، ولكننا لا نعتب عليه في هذه اللحظات العصيبة ، خاصة وأنه يمارس هذا السلوك اللاخلاقي منذ احتلاله أرض اليمن السعيدة إلي يومنا هذا ، و ليس غريب علينا ان نراه وهو يشرب من دماء اليمنيين العزل !! فقد اعتاد على هذا التمادي منذ أكثر من ثلاثة وثلاثون عاما من تاريخ اليمنيين ، إنما العتب و الحجة على الذين اعطوه مالا يملكونه من حق للشهداء الدين قضوا منذ بداية الثورة _ لمن لا يستحق من الضمانه و الحصانة تحت غطاء ما سمي بالمبادرة الخليجية الممقوته !!

وحسب قرائتنا لواقع الشأن اليمني اليوم ، وبعد مشاهدتنا لما حدث اليوم لمسيرة الحياة من اعتراض وقتل لشبابنا المسالمين ، فإنه لا مناص من سقوط حكومة الوفاق التي تشكلت بناء على رأي المبادرة الخليجية وليس بناءً على ارادة شعب كبير ، تجاهلت بذلك الدم اليمني و هو ينزف يوما بعد يوم ، من آلة السفك والقمع الدمويتين التابعة لنظام صالح الفاشي ، وقد يقول قائل ان هذه التقديرات ضعيفة أو بعيدة من الواقع ..كلا ، بل ان حكومة الوفاق الى اليوم لم تحصل على تأييد كبير من الشباب اليمني الثائر في ساحات الحرية والتغيير ، وكذلك فإن العائلة الحاكمة لا زالت هي التي تتربع على لوحة التحكم في الكمبيوتر اليمني ، في مختلف التكوينات العسكرية و الأمنية خاصة الأمن المركزي والحرس الجمهوري اللذان يقودهما نجل صالح وبن أخيه ، و أكبر دليل على ذلك ما حصل اليوم لمسيرة الحياة الراجلة التي استشهد منها ثمانية شهداء كحصيلة أوليه .

كان الأولى بمن أقروا مبادرة حماية القاتل و حصانته ان يوجدوا ضمانات للشباب بتسليم كافة الذين ارتكبوا الجرائم الانسانية للعدالة ، وحصانات لعملية نقل السلطة الى الشعب الذي هو المحور الأساسي في هذه الثورة ، ولكن بعدة علي إخواننا في دول الخليج الشقة ويحلفون بالله ان يريدوا لنا إلا خيرا و إحسانا و أمنا وسلاما ، فها قد بان خيرهم اليوم و ها قد ظهر أمنهم وسلامهم حيال ما تعرض له شباب مسيرة الحياة ، فلا بارك الله فيكم ومن معكم من الذين حضروا عرس رحيل الطاغية و رفاقه المستبدون .

ان ما يحصل اليوم في صنعاء ، لهو نتاج مسلسلا طويلا من اخراج غربي حاقد على أمتنا اليمنية ، وتنفيذِ خليجي بغيض ، باستثناء من وقف مع المظلوم من الشرفاء في كل انحاء العالم ، ولهذا فإني ارى بل وأطلب من حكومة الوفاق الوطني ان يقدموا استقالاتهم تنديدا مما جرى للشباب اليوم ، و حفاظا على زجاجة شخصهم ان تنكسر ، فالذي يقترب من الكير ان لم يحترق فلا بد ان يتعرض لرائحته النتنة ، فينقلب على عقبيه ليخسر الدنيا والآخرة ، و أقول للذين شاركوا في هذه الحكومة انه ليس هنالك أعظم من ان يراق دم أمرء مسلم حتى ان تهدم الكعبة حجراً حجرا ، فلا خوف من عواقب الدهر مادام الانسان قضيته واضحة وضوح الشمس في وسط النهار ، فلا تحتاج قضيتنا و مطالبنا الى دور افتاء أو مراكز أبحاث ، فهي قضية دم قد سفك و ظلم قد جرى فحرمه الله تعالى على نفسه ، لذلك انتم يا أخواننا في المعارضة اليوم على مفترق طرق لا مناص للثالثة ، اما ان تقفوا مع الثورة أو ضدها ، فما عاد هنالك شيء في اليمن نخاف عليه حينما يروج لكم في أروقة السياسة أن اليمن سيصبح صومالا ثانيا ، أليس الوضع الذي أوصلنا اليه هذا النظام البائد أكثر صومالية بامتياز ؟ أو لم يعمد صالح على ان يعيث في يمننا خرابا وفسادا ، ما الذي نراه صالحا من بعد صالح ؟ حراك في الجنوب ينادي للفرقة و الشتات ، و حوثي في الشمال ينشر الطائفية و يوزعها و يوصلها الى البيوت ، و أبين الجريحة يتبادل بيعها في سوق القاعدة والنظام على حد سواء ، وإذا كان اعداد اللاجئن في الصومال بلغ مئات آلاف ، فقد بلغ عدد المهاجرين و المهجرين من الشعب اليمني ملايين البشر ، و ملايين الأمراض ، و ملايين الفقراء و المحتاجين ، ناهيك ان النظام السابق بدلا من ان يخلق مصانع للبناء و التنمية ، أوجد مصانع للفساد حتى وصلت البلاد الى دولة فاشلة بكل معاني الكلمات ، خبت يا صالح و خاب سعيك في اليمن ، صننت انك الموحد فكنت المشتت ، وضنيت انك الباني فكنت آلة هدم و تخريب ، إلا فاخرج منها مذموما مدحورا ،

فما عاد في القلب بقعة تحنو إليك ...
ولا عاد في العين دمعاً يذرف عليك ...
ولا عاد لك حق من الشعب فحقه أيضاً عليك ...