الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٦ مساءً

عن عدن وتعز وثورة أكتوبر

أحمد عثمان
الأحد ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٩:٠٨ مساءً
تعز تحتفل بذكرى ثورة ١٤ أكتوبر وكل شعبنا يحتفل كما احتفل بثورة سبتمبر بروح متجددة لأسباب معروفة متعلقة بارتفاع عنصر التحدي والشعور بحجم المؤامرة على الجمهورية وسيادة الوطن وحريته ووحدته وحقوقه السياسية المحققة للمواطنة وكرامة الإنسان. هنا في تعز الاحتفال متميز وله مذاق مختلف لخصوصية تعز ودورها في ثورة أكتوبر فقد كانت القاعدة الأساسية للثوار بل والمخزون البشري المتدفق لرفد ثورة أكتوبر. لقد كانت تعز جزء من ثورة أكتوبر انخرط الكثير من أبنائها في حمل السلاح ضد المستعمر ولم يكن سقوط الشهيد عبود من ابناء شرعب كاول شهيد في معركة الاستقلال على تراب عدن إلا تأكيدا لهذا الحقيقة التي لن يستطيع أن يطمسها أو يغيبها أحد. وفي تعز كانت الغرفة التي تهندس الثورة وتدار من قبل القادة القادمين من المحافظات الجنوبية كما كانت عدن لثورة سبتمبر. عبد الله باذيب وسالمين وصالح مصلح و مقبل عباد وعشال وغيرهم لايسعفني الوقت لسردهم والذين اتخذوا من تعز غرفة عمليات واحدة مع فتاح وعبد العزيز عبدالولي ومحسن كفريق ثوري واحد بدون فواصل أو مسميات صغيرة دون ان يسال احد عن القرية فقد كانت ثقافة القرية منبوذة لصالح ثقافة الوطن الجامع تماما كما كانت غرفة عمليات ثورة سبتمبر في عدن وماوىالثوار النعمان و الزبيري والفضول ورفاقهم محفوفة بدعم الحاضنة الشعبية في عدن وأخواتها الذين هتفت لثورت سبتمبر واعتبرتها بداية انطلاق لثورة أكتوبر وهو ماتم حيث عبر الزعيم جمال عبد الناصر عن هذه الحقيقة من تعز وهو يوكد من ميدان الشهداء بتعز بصوته المعبر: ( على بريطانيا أن تأخذ عصاها وترحل ) لقد غنت تعز مع عبد الله هادي سبيت نشيد التحرر (برع ياستعمار ..) عبد الله هادي سبيت أحد رموز ثورة أكتوبر وواحد من من تترددوا على تعز كبيته قبل وبعد والذي فضل أن يقضي بقية حياته في تعز ليعيش في وطنه معززا مكرما و عاش ومات فيها كغيره من قادة الجنوب الذين اتخذوا تعز قاعدة نضال وبيت للماوى ومازال قبر علامة الجزيرة محمد سالم البيحاني بجوار منارة المسجد الكبير بتعز مسجد المظفر يتحدث عن عمق هذه العلاقة وتجذر الروح الواحدة كشخصية وطنية وروحية لا يقل حضورا عن المصلح احمد بن علوان . لقد كانت تعز وعدن وجهين لعملة واحدة وعبنين لو جه واحد ووريدين لقلب واحد ومفردتين نابضتين ليمن واحد. وبقت تعز وأبناء تعز يرون في عدن الروح والريحان والضمير، و الوجدان وعندما كانت عدن تصاب بوعكة سرعان ما تمتلي شوارع تعز برجالها ونسائها الغاضبون يهتفون من اجل عدن بالروح بالدم نفديك يا عدن وسقطت دماء غزيرة على الارصفة انتصار وغضبا لعدن و من أجل عيون عدن كان آخرها سقوط شهداء عند اجتياح عدن من قبل الانقلاب الحوثي قبل سنوات. فعدن هي الجزء المكثف للوطن وتعز هي عمق عدن وريفه ورافعته. التنموية والاقتصادية وتبقى سلامة وعافية الوطن مرهون بعافية عدن وتعز الشريان الرابط والرمز الحي للوطن اليمني الكبير تمثلان جناحي الطائر اليمني الذي يحلق بهما في العلالي لينفش ريشه بأمان ويوزع ورود الامل ويحوم كنسر كاسر يحمي العش الكبير ويعبر عن القوة والحياة والاستقرار ويرتفع كعنوان لليمن الاتحادي الواحد. وسيهزم كل من يحاول صناعة المحال بفرد الجناحين بعيد عن الجسد لتمزيقه و اضعافه فالحياة اقوى من الموت وإرادة أصحاب البيت وحنينهم الطارد لوساوس الشياطين اقوى وأمضى من خبث اللصوص ومكر قطاع الطرق