الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٤ مساءً
الخميس ، ٠٢ يناير ٢٠٢٠ الساعة ١١:٥٥ صباحاً

في كل زيارة للأندلس تصيبني الدهشة ولكن لا يفارقني ألم لا يطاق، وأشعر بحالة غربية وكأني أتلمس بالجدران بيتنا الذي هدته الحرب.

وفي أرجاء قصر الحمراء سمعت همس حرائر النبلاء الذين أضاعوا وطنًا وتاريخًا بجبنهم وأطماعهم وغياب الحكمة بينهم.

* في مثل هذا اليوم 2 يناير 1492 كان آخر أيام العرب في الأندلس وقبلها بأيام أي فى 25 نوفمبر سنة 1491 وقّع أبو عبدالله الصغير وثيقه تسليم غرناطه و بذلك أفلت شمس العرب عن الأندلس كاملة.

ولكن ما يدمي القلب في الرواية المؤلمة ما ذكرته روايات التأريخ عن لحظات السقوط القيمي والسقوط المجتمعي قبل السقوط العسكري، حيث يذكر أنه تم الاتفاق على تسليم غرناطة بعد اعياد الميلاد، ويذكر المؤرخون أنها كانت أيامًا ثقيله عاشها السكان من كل الأديان في غرناطة.

ولكن حدث السقوط المؤلم أكثر بأن ذهب الوزراء المنافقون و الوجهاء الذين سقطوا قبل سقوط المقاومة قيميًا، ذهبوا إلى فيرناندو ليطلبوا منه دخول المدينه مبكرًا عن الموعد المحدد ليحتفلوا سويًا بعيد الميلاد فى قصر الحمراء، في تقرب مخزٍ سيجعلنا نخفض الرؤؤس قرونًا من القهر المتواصل حتى الآن.

و ليكون هذا اليوم 2 يناير آخر آخر يوم تشرق به شمس العرب في الأندلس.

( اي تاريخ مخجل ذاك .. نراه الآن مجسدًا بعد قرون من الشتات الأليم الذي نعيشه )

* لتبقى الغصة في أن نرى صورة سقوط غرناطة بفعل سقوط قيم رموزها وتوقيع صكوك الذل والهزيمة تتكرر بصور شتى ومدن مختلفة.

* زمن السقوط والذي يتجسد بالاستسلام المخزي يبدأ بأن يسقط المجتمع في قبضة القمع والخوف والنفاق و يقفز في أعلى قمته مجموعات منفلتة على العقل والقيم وتدعي البطولات، فيكون هذا الدمار الذي لا ينتهي.