الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٣ مساءً

حكومة الثورة والفساد الأحمر العريض

محمد عارف
الاثنين ، ١٩ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
من العسير علي حكومة باسندوة البقاء والاستمرار كحل للوضع اليمني إذا بقيت معتمدة وممثلة لأحزاب المشترك ذات الشعبية المتدنية نوعا ما، لكنها الآن أمام فرصة ذهبية لاتعوض لتعزيز موقفها الثوري والشعبي وإدارة التحول الثوري والتحول من (حكومة المشترك) إلي (حكومة الثورة) وذلك باتخاذ سياسات وإجراءات نظرية وعملية حاسمة تقوم علي القطيعة الكاملة مع الماضي الفاسد الذي عشناه طوال الحقب الماضية في ظل حكم الثلاثي الأحمر (علي صالح الأحمر وعلي محسن الأحمر والشيخ الأحمر وكافة آل الأحمر)

لاتحتاج الحكومة الجديدة إلي ألوية مدرعة ولا إلي فيالق الحرس الجمهوري ولا إلي دحابشة الشيخ لتنفيذ سياساتها الإصلاحية تلك، فقط تحتاج الي الجرأة والشجاعة.. وأن تتذكر أن لديها قوة أممية دولية ضاربة من السهل عليها محو أي من هذه القوي(التافهة) في غضون أيام أو أسابيع وليس أشهرا، وأن حربا دولية كتلك إذا ما بدأت فإنها لن تنتهي إلا بتدمير آخر مدرعاتهم فيما هي تحاول تهريب الزعيم الخالد او القائد الداهية أو الشيخ البطل إلي مكان آمن.

إن التحول إلي حكومة ثورية يعني التحول من أداء أعمال بيروقراطية إعتيادية ممله... إلي أعمال إستثنائية جبارة تشبه الجنون في تحديها للتقاليد والأدبيات والولاءات والتحالفات المعيقة للفعل الثوري الذي لا يعنيه إلا شئ واحد: هذه الأرض وهذا الإنسان، تماما كتحول الدكتور (بانز) الطيب الخجول المنضبط إلي العملاق الأخضر (هالك) الوحش الذي لا يعرف أحدا فقط يكره كل من يؤذي هذه الأرض ولا يتردد في القضاء عليه كائنا من كان، وهذا مايتوجب علي حكومة الثورة فعله الوقوف في وجه الفساد بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابعه وإعلان الحرب علي كل من يعترض طريقها أيا كان صديقا أوعدوا، سلطة أومعارضة، أحمر عين أو أحمر شفاه...

وإذا كان الفساد السياسي هو المدخل الأساسي لكل أشكال الفساد الأخري (كالفساد المالي والإداري) وفي نفس الوقت أصعبهاجميعا، فإنه لامناص أمام حكومة ثورية حقيقية من التصدي له أولا قبل غيره وذلك بالقضاء علي ذلك النسق السياسي من الحكم -الذي كنا نعيشه- والذي لم يكن ممثلا لأفراد المجتمع ولاخاضعا للمساءلة الفعالة من قبلهم، ذلك النسق الذي يقوم علي عائلة أو أفراد أو أقطاب لا يهتم للمجتمع وأفراده ولا لطموحاتهم في العيش الكريم، بل علي العكس يسخر المجتمع ويجند طاقاته من أجل مصلحة وبقاء ثلة من المتنفذين ولا يمكن أن يوصف حكمهم إلا بالشمولية التي تغيب فيه المشاركة الشعبية الحقيقية، و تتفشي بسببهم الطائفية والعرقية والمناطقية، ويسيطرون علي مفاصل الحياة الإقتصادية الحيوية للبلاد.

في حال أحرزت هذه الحكومة إنجازات تذكر في مجابهة الفساد السياسي ذاك، فإن مجابهة الفساد المالي والإداري سيكون يسيرا بعدها.

وحدها المجابهة مع الفساد ستحول حكومة المشترك إلي حكومة ثورة تستند إلي شرعية شعبية وثورية حقيقية تمكنها من الخروج باليمن إلي برالأمان... مالم فانني أعتقد أن الشعب من خلال معاناته الأليمة طوال العشرة أشهر الماضية قد عرف أعداءه الحقيقين، وأعتقد أنه يتوق بصدق إلي إرسالهم جميعا إلي الجحيم.