فتح معابر تعز

عبدالإله الحريبي
الثلاثاء , 15 أكتوبر 2019 الساعة 06:58 صباحا
الحديث الذي يدور حول فتح المعابر في تعز ،وخاصة معبر جولة القصر، إنما هو ناتج عن محاولات لتخفيف المعاناة الإنسانية لأبناء مدينة تعز ، وهذه المحاولات يقودها الأستاذ / شوقي احمد هائل، حسب رسالته التي نشرت قبل يومين الموجهة الى أبناء تعز.



تأتي هذه المحاولات في ظل جمود عسكري تشهده معظم ، إن لم نقل كل جبهات تعز ، وهو ما يؤدي في المحصلة الى تزايد معاناة المواطنين في تعز جراء إغلاق هذه المعابر ، وإستخدام طرق وعرة وطويلة للوصول الى حوبان تعز .



الناس مع فتح المعابر ومع السلام، وكم يتوق الناس لوقف الحرب بشكلٍ كلي، ذلك أنهم فقدوا نوعاً ما بقياداتهم العسكرية والأمنية وقدرتهم على الحسم العسكري ، أو تحول الحرب الى نوع من التكسب والاسترزاق ، الخلافات والتباينات بين قوات الجيش الوطني ومحاولة طرف كسر طرف آخر ، والاتهامات المتبادلة بين الوية الجيش تأتي ضمن أسباب فقدان ثقة المواطن التعزي بهذه القيادات.



يعلم المواطن أن الحرب ستسفر في نهاية المطاف عن سلام بين كل الأطراف ، وما يهم المواطن هو مخرجات الحوار الوطني التي تنص على نظام الأقاليم ، ذلك ان هذا النظام سيقضي على النظام المركزي الذي كان سائداً في فترات الحكم السابقة ، وسيمنع تركز السلطة في يد فرد أو اسرة أو قبيلة أو منطقة.



دور الحوثيين في فتح المعابر دور رئيسي وكبير ، ذلك أن الجانب الذي يسيطرون عليه من الأرض فيه الكثر من الألغام والعبوات الناسفة، سواء في الجانب الشرقي للمدينة أو الجانب الغربي ، وما حدث من تواجد للمواطنين قرب المعبر الشرقي وكذلك لبعض رموز السلطة المحلية هو بيان للناس وللمجتمع الدولي أن جانب الحكومة الشرعية في تعز ليس لديه موانع لفتح المعابر والطريق جاهزة للعبور .



فتح معبر جولة القصر هو الأهم للمواطن العادي ، فإغلاقه يسبب معاناة إنسانية كبيرة، للمرضى والمسافرين بين تعز وصنعاء وكذلك لتجار الخضروات التي تصل المدينة بسعر باهض بفعل قيمة المواصلات التي ترتفع نظراً للطرق الطويلة والوعرة التي يسلكها سائقو مركبات نقل الخضروات والفواكه، وقس ذلك على كل أنواع التجارة الأخرى.



هناك من سيعرقل من الذين سيتضررون من فتح المعابر في كلا الطرفين، فتح المعبر الشرقي للمدينة مهم جداً وكما قيل يجب الا يخضع الا للعوامل والدوافع الإنسانية .



هل يستطيع الحوثي فتح المعابر من جانبه وتقديم وجه آخر لصورته القاتمة عند أبناء تعز والوطن ؟ فقد بلغت المعاناة لدى أبناء تعز مبلغها جراء هذا الحصار الذي فرض عليهم مسافة عشر ساعات بدلاً عن دقائق تنقله من حوض الاشراف الى الحوبان ، يمر الآن في الطرق الوعرة ومناطق السيول الجارفة في أكثر من منطقة كانت طريق للحمير والجمال وتحولت بفعل الحرب الى طريق للمركبات .