بمعيار الزمن المعاصر الذي لم تعد عدسته تلتقط إلا أولئك المجددين الذين يتحركون معه الى الامام ، وبمعيار المجتمع الدولي الذي لا يرانا غير امّم لا تجيد غير انتاج الصراعات والحروب ، وتستحق الشفقة ،وليس لها أي إسهام في الحضارة المعاصرة ، يمكن القول إن مؤتمر الاغاثة الدولي الذي انعقد اليوم في جنيف قد حقق قدراً من النجاح يتوافق مع هذه المعايير ، واعتقد أنه لا أحد ممن دعوا وحضروا لهذا المؤتمر وشاركوا فيه كان يتوقع نتيجة أكبر من التي تحققت اللهم الا بهامش بسيط ..
بالطبع هذا لا يعني أن العالم لا يمتلك الموارد لإيصال المبلغ الى المستوى الذي طالبت به الأمم المتحدة وهو في حدود اثنين مليار دولار ، ولكن ربما أن المجتمع الدولي كان قد قرر أن يقول لليمنيين إن مسئوليتكم اكبر في إنقاذ اهلكم وبلدكم . مسئولية العالم تكبر عند الكوارث الطبيعية والتنمية ومواجهة مشاكل الفقر ، لكن في الحروب وعند مستوى معين يكون لها منطق آخر ..هذا ما تنبه له الاخ رئيس الوزراء في كلمته الى المؤتمر عندما تحدث عن السلام وعن دور المجتمع الدولي في حماية السلام وردع الانقلابيين الذين يحملون وحدهم مسئولية إنهاء هذه الحرب بانهاء أسبابها .
لذلك تظل رسالة المجتمع الدولي ناقصة وركيكة إذا لم تقترن بموقف واضح من عملية السلام الشامل والدائم وبصورة تعالج الاسباب الرئيسية ، بدلاً من تعميمها ، حتى تبرر هذا التراجع في دعم جهود لإغاثة التي دعت لها الامم المتحدة .