الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٢ مساءً

عدو الطاووس ريشه

هائل سلام
الاثنين ، ٢٧ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٠٧ مساءً
حشد كبير وضخم ومثير للدهشة بالنظر الى مجمل الظروف التي أكتنفت التحشيد.

وهو تعبير حقيقي عن صمود وأصالة الشعب اليمني بعمومه.

لاينبغي تحقير أي جزء من اليمنيبن مهما بلغت درجة التناقض والإختلاف معهم. لهم قناعاتهم ومواقفهم التي يجب ان تحترم أيا كان الموقف منها. فتحقير الآخر المختلف هو في الأساس تحقير للذات.

لكن بالمقابل، لايمكن فهم او تفهم - ناهيكم عن تبرير - الميول الإختزالية للمحتشدين، تلك التي تدفعهم الى إحتكار تمثيل " اليمن " وإختزال كل الوطن اليمني على مقاسهم فحسب، منطلقين من كونهم هم وحدهم الشعب اليمني، وماعداهم مجرد مرتزقة وخونة.

فمثلما لايصح القول بأن الشعب اليمني - هكذا على وجه التعميم - مؤيد للشرعية، وإن شئتم للعاصفة، فلا يصح كذلك القول بأن الشعب اليمني، وعلى وجه التعميم أيضا مع الإنقلابيين ويرفض " العدوان " وما الى ذلك من تعبيرات ومصطلحات إختزالية مميتة.

الميول الإختزالية هذه، التي تظهر وتبرز لدى أنصار الإنقلاب، هي المغذي الأكبر للحرب.

ذلك أن الإنكفاء والإنغلاق على هوية خاصة. والتمركز حول الذات " الهوياتية " إما إتكاء الى إرث إمتيازي تاريخي، أو إستنادآ الى أفكار دينية موأولة أو للأمرين معا، يكرس نرجسية " فئوية " طغيانية لا ترى إلا ذاتها، ولاترى الآخرين الا ككائنات ملحقة، وإلا فهي ليست سوى مجاميع عديمة الإعتبار.

النرجسية الطاووسية المتعالية هذه، بمقدار ماتمجد ذاتها تبخس الآخر وتلغيه وتعدمه معنويا، على المستوى الذهني، كشرط اولي لإستحلال دمه وماله على صعيد الواقع الحي، وذلك مايدفع " الآخر " الى التعبير عن نفسه بأساليب شتى كشرط إنساني لإثبات الوجود والتشبث به.

مهزلة حكم الإعدام تؤكد هذا التفسير، إذ لايمكن فهم دوافع الإتهام ب " الخيانة العظمى " الا بكون الخيانة المقول بها، كمثال، خيانة للوطن المختزل على مقاس الفئة التي ترى نفسها كل الشعب، ولاترى الآخرين الا بوصفهم كائنات مستتبعة وليس ذوات إنسانية حرة، تنتمي وتمثل فئات ومناطق وجهات وإتجاهات أخرى وازنة من ذات الشعب.
***
"عدو الطاووس ريشه " مثل إيراني بالمناسبة.