السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٧ صباحاً

وتلك الأيام!

غمدان الزعيتري
الخميس ، ١٥ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠١:٤٠ صباحاً
في أوربا والدولة المتقدمة تعتبر الصحافة هي السلطة الرابعه بل هي السلطة التي تلجئ اليها جميع السلطات لتنال رضاها ومودتها وتصوغ أجنتدتها الى المجتمع المتلقي والذي ينتظر دائما ما تأتي به الصحافة.

وفي بلادنا حاول الشاوش ونظامه طمس أي صحافة حرة بل محاربتها وقد زج بالسجون وقتل من الصحفيين الكثير ليبقى فقط صوته وصوت نظامه والذي بدأ يتلاشئ تدريجيا.

الأيام... أو صحيفة الأيام والتي كانت تصدر من عدن واتلقاها دائما في صنعاء... كان لها نصيب الأسد من بطش الشاوش في الصحافة وهي إلى الان ومنذ أعوام مغلقة... ومغلق معها الصوت الحر الجنوبي اليمني الوحدوي والذي افتقدناه... وافتفدنا الملجئ الوحيد للمقهورين والمستضعفين والتي دأبت صحيقة الايام على ايصال اصواتهم.

نطأطئ رؤوسنا خجلاً واسفاً واعتذار, لاننا وفي خضم انشغالاتنا اليومية وتفاعلاتنا الحياتية تناسيناها مرغمين... فشاركنا في خذلانها وعجزنا عن الانتصار لها بما يكفي او حتى يفيها بعض حقها علينا وعلى الوطن... ولكن وبالرغم من كل ذلك العجز والخذلان لا يمكن ان ننسى الايام او نتناساها فنحن ابنائها ومحبيها ومهما كانت المؤامرة كبيرة والحقد اكبر عليها ممن لم يستطع ان يتحمل اشعة شمسها الساطعة لانها تعرية وتكشف سواءته وتفضحة وتنشر غسيلة العفن...فما كان منه الا ان قرر منذ عامين اعدام الضوء وحبس الكلمة.

رغم كل العنجهية والظلم وسياسة الاستبداد وانتشار الظلام في كل ارجاء الوطن الا اننا على ثقة ان الشمس لا بد ان تعاود الشروق مجدداً لتملأ صباحاتنا املاً وصفاءً وضياءً وصدقاً وحرية ...ونعيد تلك الأيام من جديد!!!