الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٣ مساءً

التأهيل السياسي

جمال محي الدين الشيباني
الاربعاء ، ١٤ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
إن الدورات التوعوية والتأهيلية التي تقام في ساحة التغيير في الجانب السياسي التي تمكن الشباب من تحقيق وتطوير وتنمية ذواتهم وخدمة وطنهم في هذا المجال لمن الجدير بهم أن يلتحقوا بركابها حتى ينالوا مكانهم الطبيعي في هذا المجال الذي حرموا منه لعقود متتالية ولقد حلُم الكثير في تحقيق هذا العمل وانخراطهم في العملية لكن النظام الذي تسلط وأقصى ومنع الشباب من أبسط حقوقهم التي كفلها الدستور والقانون حال دون تحقيق ذلك حتى طفح الكيل وبلغ سيل هؤلاء الشباب المتدفق حيوية وحكمة وعلما ثورة دكت عروش الفساد والظلم الذي استشرى في ربوع البلاد والذي بسببه مُنع الناس من أبسط حقوقهم في الصحة والتعليم والمنح الدراسية والانخراط في العمل السياسي وحرية التعبير وغيرها من الحقوق التي حُرم أبناء هذا الوطن منها ومن معرفتها وإن مما ذكر سابقاً من هظم لحقوق الناس كان لزاماً أن ينتفظ الشباب ومن ورائهم الشعب في ثورة ضد الظلم والفساد والإقصاء والتهميش والتوريث والتجهيل والذي مورس لعقود من الزمن في ظل نظام الفساد في هذا البلد مما جعل اليمن من أكثر البلدان فقرا وتخلفا وفشلا رغم ما تمتلك من موارد طبيعية وكوادر بشرية هائلة قادرة على أن تجعل اليمن في ركاب الدول المتقدمة ، وبعد فشل محاولات الإصلاح السياسي التي حاولت المعارضة اليمنية الأصيلة من خلاله تجنب الفتنه وانفجار الوضع والوقوع إلى ما قد يؤدي إلى حرب أهلية بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاجتماعية والسياسية ، جاءت مشيئة الله وقضت حكمته في قيام ثورة تبني يمن جديدا وتعيد لحمة الوطن على أسس صحيحة بعد ما وعى الشعب أن الثورة لابد منها ولابد لنا من إكمالها .

وهنا نرجع لموضوعنا ونتساءل أين التأهيل والتوعية لشباب الثورة وللشعب بالحقوق الدستورية المكفولة لهم وما ينبغي لهم أن يكونوا عليه في ظل الدولة المدنية الحديثة والذي يفضى إلى نشر الوعي السياسي والدستوري بين الناس أعني بهم المواطنين ومعرفة ما لهم وما عليهم في ظل الدولة المدنية القادمة

وهنا التساؤل لا يعني أن الدورات لا تقام ولكن ليس بالشكل الذي يفضى إلى بناء جيل واعي بحقوقه وواجباته
ولوحظ أن هناك بعض المحاضرات لبعض الأكاديميين الذين يقومون بطرح رؤاهم وأراهم في بعض القضايا الوطنية وهذا جيد لكن المطلوب هو توعية المواطن بطريقة تسلسلية منهجية تبدأ من ساحة التغيير وتنتهي بالمناهج الدراسية ليعي كل منا دوره وحقه في هذا البلد نتمنى أن يكون لتوعية المواطن نصيب من الثورة ومن السياسيين والأكاديميين المخلصين حتى لا يتكرر الجهل السياسي والدستوري الذي عمد إليه النظام البائد حتى لا تكون له سلطة ويكون المتسلط دائماً .