أفكر بابتسامة فؤاد الحميري على ما كتبت ضد تعيينه قبل سنوات ، يبتسم الان من ضجعته مريضا بكليتين فاشلتين تذكران بفشل ثورة ، اما ابتسامته فتذكرني بأناقة ودماثة ردة الفعل على النزاهة الثورية ،، اذ كتبت منشورا بعد تعيينه نائب وزير اقول انني كلما حاولت مغادرة الفراش اتذكر ان فؤاد نائب وزير فأعود للنوم.
اخبرني نصر طه ايامها بابتسامة نائبه الذي بقي يتجول بالمنشور ويضحك مرددا : شوف مو قال الاستاذ محمود
كنا ايامها لا نزال جماعة ضغط قادرة على دفع الاصلاح للتبرير وقطع الوعود بعدم تكرارها ، الخطايا الثورية التي لم تكن تتخطى قرارا بتعيين وكيل او الحصول على مجاملة رئاسية تنتقي احد ناشطيهم كما هو قرار فؤاد ذاك ، بالنزاهة الثورية جلدنا كل شيئ ترتب على الحلم الخطا والصواب ، وأتى من استثمر تلك الصرخات الاحتجاجية الحالمة لحساب صرخة صادرت الانسان قبل مصادرة وظيفته واسباب رزقه.
فؤاد الان يشير لي صوب فكرة المآل الذي انتهينا اليه ، يتوجع وحيدا بعينين غائرتين ويفكر ربما لو ينقذه رفيق قابع في احد المنافي او تتدخل توكل شخصيا وتقرر وضع حد لتسول الطيبين دواء لرفيقها الثوري ، هي اكثرنا قدرة على الفعل الان وقد افلتت من عقاب الثورة التي التفتت لأبنائها بتوحش مخلوق لم يكتمل ، الرفيق الذي يفترض ان يحظى بمساندة لائقة او يموت بشرف فارس ربما لم يتوخى الحذر لكنه كان يحاول انقاذ بلد .
تماسك يا فؤاد ، علينا ان نفعل كلنا وأن لا نسمح لما تبقى من ايامنا ان تنفرد باجسادنا ولا ان تنهشنا النهايات المأساوية . لقد اعلن فتحي ابو النصر انه سيتبرع لك بكليته وانا من جانبي اتبرع لك بإيمائة صديق ورفيق حلم لم يعد لديه غير الوجع لأجل الحالمين الذين بددتهم الأيام