العلاقة بين أجنحة التطرّف تتجلى في ابرز صورها اليوم في أوربا ، حيث ينصب الإرهاب فخاً لتفكيك disintegrate الاتحاد الأوربي باعتباره المنجز التاريخي الذي وضع أوربا على طريق التكامل والاستقرار بعد قرون من المواجهات والحروب .
كلما ضرب الإرهاب في أوربا كلما تحرك اليمين الأوربي المتشدد ليهاجم الاتحاد الأوروبي ويحمله المسئولية من منطلق أن هذه الصيغة الأوربية للتعاون والتكامل هي اقل قدرة على حماية الشعوب الأوربية من الدولة القومية !!
هذا المنطق أصبح يجد جمهورا واسعاً يدافع عنه ... في حين أن ما تحقق لأوربا من سلام واستقرار وتنمية وتعاون في ظل الاتحاد لا يجد من يدافع عنه في غمرة الخوف والألم اللذان يشيعهما الحدث الإرهابي وما يرافقه من صخب لليمين المتشدد الذي لا يرى إلا طريقاً واحداً لمواجهة هذا الإرهاب وهو العودة إلى حدود الدولة القومية وحواجزها .
إذا استطاع الإرهاب أن يدمر هذا المنجز الحضاري لأوربا فانه للأسف يكون قد حقق أعظم انتصاراته بأيدي اليمين الأوربي المتشدد وذلك بعودة أوربا إلى تاريخها القديم المفعم بالصراعات القومية التي أدخلت نفسها والعالم في حربين عالميتين .