الرئيسية / كتابات وآراء / ياعبد الملك الحوثي.. لماذا لا تأكُلُ الطعامَ وتمشيّ في الاسواقِ؟

ياعبد الملك الحوثي.. لماذا لا تأكُلُ الطعامَ وتمشيّ في الاسواقِ؟

محمد المياحي
السبت , 10 ديسمبر 2016 الساعة 06:58 مساء

خلق الله النبي محمد كواحدٍ من سكان هذا الكوكب، بعينين صافيتين وشارب خفيف وبلحيةٍ مبتسمة كان كقروي طيب القلب، يشرب لبن النوق إذا مسه العطش ويأكل من نخل البادية حين يجوع..
وتماماً مثلما يفعل راعى الأغنام في تهامة ، كان النبي محمد يستيقظ باكراً ، يحلب شاته ثم يقتسم اللبن مع جاره ويذهب ليرعى أغنامة في بطحاء مكة ..
عاش واحداً من أبناء قريته، كان مرحُ ويضحك لحركة الغبار في ظهيرة تكثر فيها الريح، يلعب مع أطفال الحي، و يختفي في أزقة القرية حافي القدمين، خُلق النبي بهذه الصورة، عاش بسيطاً وكَبِر في متناول الجميع..
كان متناهي الطيبة وباذخ الطهر وواحداً من جنس الانسان وظل على هذه الشاكلة حتى بعد نبوته..
تسائلت قريش بعنصريتها البغيضة :
\"مَالِ هذا الرسولِ يأكُلُ الطّعَامَ ويمشِي في الأسواقِ\"
لم تستوعب امبراطورية قريش أن يكون النبي مواطنًا يضحك مع بائع الحبوب في السوق ويأكل طبقاً من الرطب مع فلاح عجوز في الوادي.
.
كان ظهور النبي محمد بهذه الصورة حدثاً صاعقاً لأحفاد المملكة العنصرية.
وكانت روح قريش تهوي حتى القيعان، لقد نسف دين محمد كل أوهام التمايز القذر بين البشر، وحرر الانسان ومنحه كامل القداسة وأشار بأصبعه نحو السماء..
يا محمد يا راعياً يغني في جبال مكة، يا رسولاً مزقت كلماته ضلالات قريش
لم نكن نتخيل أن رجلاً من سلالتك بعد 1400عام من رسالتك يأتي ويرفض أن يتسوق مع الناس قائلاً أن أولادك لا ينبغي لهم أن يخرجوا للأسواق، ولا يضحك مع الرعاة في الجبل ؛ زاعماً أن ذلك يخدش شرف النبي وسلالته ..
في اليمن يا حبيبي يا رسول اللّه، في اليمن وأنت تعرفها ها هو حفيدك عبد الملك يعود هاشمياً متناهي البشاعة؛ لكنه هذه المرة بأوهام قريش وخرافة التمييز ويقول أنك جئت لتنصبه والياً علينا بأمر السماء.
ثم إنه لا يأكل الطعام مثلك ولا يتنزه في الاسواق مثلما كنت تفعل..
لماذا لا يفعل عبد الملك مثلما كان يفعل النبي محمد..!
من منكم سبق له أن رأي صورة لعبد الملك وهو يتناول طعام الغداء مع ضيوفه، من منكم سبق له أن رأيى عبد الملك يشتري كيس من الملح من سوق قريته، من رأه يضحك مع شاب من تعز ويتحدثا معا عن أسطورية اللعب في نادي برشلونه؟