لم يكن قرار تحالف الحوثي-صالح بحشد قبائل الهضبة ضد تعز غير اعلان واضح بهزيمته امام صمود تعز طوال سنة ونصف من التدمير والحصار والتجويع .
ان يضع هؤلاء الهضبة في مواجهة تعز على هذا النحو إنما يعكس طبيعة المنهج السياسي في الحكم القائم على عصبية انقسامية ظلت اداة بيد التسلط تقاوم بها مشروع الدولة كلما تفاعلت عناصر قيامها موضوعياً وأخذت تخترق هذه العصبية وتعمل على تفكيكها .
مقاومة تعز تستند على حقيقة جوهرية وهي ان تعز كانت وستظل مشروعاً للدولة المدنية ..دولة المواطنة التي كانت هدفاً لنضال الوطنيين الأحرار وقدموا من اجلها التضحيات الضخمة في التاريخ المعاصر لليمن .. ولذلك فان المعركة في تعز هي بين مشروع الدولة ومشروع الهيمنة العصبوي الفوضوي الذي قوض كل الامال ببناء هذه الدولة .. سيتوقف مستقبل هذه الدولة على نتائج هذه المعركة بكل تاكيد .
ستأتلف تعز في نضالها من احل انتصار الدولة مع القوى الاجتماعية والسياسية الوطنية الواسعة في الهضبة وكل أنحاء اليمن للرد على هذا المشروع العصبوي الذي يجري استدعاؤه من وراء التاريخ في آخر محاولة لكسر مشروع الدولة بعد هذا الصمود الأسطوري لتعز .
على مسافة اقرب الى تعز فيما يتعلق بمفهوم الدولة والنضال الطويل من اجل قيامها تقف عدن ومعها الجنوب بأكمله على خط واحد لا يترك اي خيار للجنوب غير الانخراط في الانتصار لمشروع الدولة ليقرر مستقبله في ضوء خياره السياسي، وعليه ان يدرك انه بدون هذا الانتصار سترتد خياراته في صور شتى من الانكسارات أقلها الذهاب الى انقسامات خطيرة .. ومؤشرات هذا المعطى لا تحتاج الى ذكاء خارق لفهمها كما انه لا يفيد معها الضجيج الذي لا يواجه المشكلة ولكنه يخفيها فقط .