في الحرب تحرق الجسور لمنع تقدم قوات العدو وتحرق أيضاً لمنع الجيش من التقهقر والتراجع . للحروب منطقها وأدواتها وقوانينها وقراراتها ، والبلد الذي يغرق في الحرب تتراكم مشاكله وتتعقد ، والحروب لا تنتج حلاً لهذه المشاكل بل تعقدها اكثر واكثر . ولذلك فإن الذين يطلقون وعودا بالحل يراوغون ولا تحمل تلك الوعود غير تسويق فكرة تطبيع الحرب .. والذين يطالبون بالحل من واقع الحاجة التي تلف الجميع في أوجاعها التي لا تنتهي مخدوعون . نستهلك الوقت في مناقشة الأعراض وننسى المرض الذي ينتج هذه الأعراض .لا بد من التوجه الى أصل المشكلة ..إلى الحرب لإيقافها وانهاء اسبابها التي تعود الى استخدام القوة في الانقلاب على التوافق السياسي الوطني والاطاحة بالمسار السلمي وإغراق البلد في الدم .
إذا لم تستطع المشاكل المتراكمة بما رافقها من الام وأوجاع وضحايا ان تولد اسبابا قوية للوقوف في وجه الحرب واسبابها فلا بد ان نخشى من أن أرضاً خصبة للحرب قد استقرت في وجداننا وحينها لن نختلف كثيرا عن المنتفعين من استمرارها .