احتشدوا في السبعين .. لم يعودوا ملعونين..!
محمد المياحي
السبت , 20 أغسطس 2016
الساعة 04:43
مساء
وكان في الميدان نفسه علم دولة تذروها الرياح، وصالح صماد جديد يخطب متوعدا بطوفان دم مستمر ، ومبشرا الجماهير بقرب ترحيلهم الى المحرقة ، كان الرجل يحشرج مصدوما من اندفاع الناس بعفوية خلف مشاريع الموت ، يقول في نفسه انا الان لا اعدهم بشيء، لا اطمئنهم بواقع جديد، لا ابشرهم بصلاح معيشتهم ، بل وأكثر من هذا أطلب منهم مزيدا من الجنون ، ومزيدا من ا ومدد من أبناءهم، اعيدها اليهم في صناديق بداخلها قطع من اللحم المفتت، ومع هذا تجد الجميع هنا منتشيا ومتلهفا لمشروع الحكم هذا، يا الهى ما اكرم الموتى من عبادك ، انهم أوفياء لمن يمعن في امات حياتهم ، لا يكفوا عن اغداق الزاد على الجلاد، لقد صاروا متصالحين تماما مع مشاهد الجثث . محظوظ هذا الذي يملك بئرا للضفادع يصفق لها فتنط لا يمنحها شيء ويطلب منها كل شيء...
من يمنحني نظرية نفسية، سيكولوجية، علمية تفسر بسطوع خروج البشر لتأييد رجل ممسوس بجان، مجنون وبشع ، تشيعه لعنات الأرض السماء..؟؟
يتجرجرون في شعاب تعز، تمزق أجسادهم في طرقات المدينة ، ينهزمون في الأعماق ثم تراهم يحتشدون بعدها في السبعين، هذا جلود بشرية أدمنت سياط المذلة ، تنشد المتعة عبر الألم، يتكومون في الميدان دفاعا عن موتهم وجوعهم،
في الظهيرة تصرخ مع قاتلها ضد القتل ، وعند المساء تمارس الرذيلة نفسها ، يا له من اجتماع انساني متورم الذاكرة ينز قيحا وصديدا...
لو تجمع الناس حول لص ، لا يكون بفعل تجمعها قد تطهر من لصوصيته ، وحين تخرج جماهير خلف صالح فلا يغدو حملا وديعا ومناضلا يساريا من أزمنة الثورجيون ، هذه الرداءات الشعبية يا صالح لا تحولك الى رجلا شريفا قط ، بل على العكس تكشف ارتجافك في العزلة ، وبحثك عن متارس من تراب بشري مهين ، تحتمي بها من خناق الشعب الذي يزحف نحوك كل يوم . حسنا احشد كما شئت ، هذا امر لا يعنينا ، نحن نعرف جيدا كيف نصل اليك ، باتت الطريق نحوك معبدة جدا ، لحظتها لن ينجيك سراب المساكين والبسطاء ممن لا يفقهون شرورك وفحشك، سيادة العبد التعيس ..
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,19 ديسمبر 2020
الساعة 03:22
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 792.00 | 727.00 | |
ريال سعودي | 208.00 | 204.00 |