الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٦ مساءً

دمعة با سندوة .. والاشفاق على الوطن ...!

محمد حمود الفقيه
السبت ، ٠٣ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
قليلون هم من تهيج أعينهم بالبكاء على أوطانهم ، فكم باكياً يقف على الاطلال يتذكر حبيبه الذي فارقه ، وآخر ينوح بالبكاء على فراق أهله وأحبته ، ومنهم من يبكي على مصيبة أحلت به ، والبعض تراه تنهمر عينيه دموعا وحزنا لحظة وداعه أصحابه وأحبابه ، ولكن قليلٌ أولئك الذين تتلطخ عيونهم بالدمع البرئ اشفاقًا واشتياقاً للوطن وحبه ، فالشعور الوطني والاحساس بقيمة الوطن لا يمكن الحصول عليه مقابل المال يباع ويشترى كلا ، والشعور بتحمل المسؤولية تجاه الأرض والإنسان لا تقع إلا على قلب ملأته الشفقة و غمرت جداره الرحمة ، فانبثقت من هذه النعمة الحكمة ، و ترجمتها العيون لتدر أمام العالم دموعاً غزيره أغرقت بها ساحة التغيير .

فالدموع التي انهمرت من عيني بأسندوة _ليست دموعة وحسب _ أنها دموع الثكالى اللاتي فقدن أبنائهن وبناتهن في ساحات التغيير والحرية ، ودموع الشيوخ الذين فقدوا فلذات أكبادهم في عرس التغيير و دموع الأبناء والبنات الذين أزهقت أرواح آبائهم في ساحات التضحية في صنعاء و تعز و أرحب وابين وعدن ، أنها دموع الأطفال الذين سقطت على بيوتهم القنابل و الرصاص ، أنها دموع الجرحى والمصابون الذين حرمتهم الإعاقه الدائمة عن الحركة واستمتاعهم بالحياة .

دموع سندوة هي دموع كل يمني مهاجر عن وطنه و غائب عن أحبته ، دموع سندوة هي دموع الفقراء والمساكين الذين غلبتهم قسوة الفقر والعالة والبئساء ، فلم تسيل دموعه خشية أو رهبه ، إنما سالت لتظهر الشفقة والرحمة التي لم تظهر في من كان قبله من الساسة ، أولئك الذين حملوا قلوباً سوداء تجاه هذا الوطن السعيد .

كيف لا يبكي بأسندوه وهو قد حمل الأمانة التي ما استطاعت على حملها الجبال ولا حتى الأرض ولا السماء ، كيف لا يبكي والطريق أمامه وعر محفوف بالاشواك والمخاطر ، ان الشعور في تحمل المسؤولية لا يعبر عنه بضجيج الخطب ولا يعبر عنه بالظهور في الشاشات ، ولا في مرور المواكب الشطحية ، وإنما يعبر به بالقلوب فتترجمه المشاعر وتحمله الى العيون فترد العين بدمعتها الهادئه ألماً وحزناً من عظم المسؤولية الربانية التي كلف بها الراعي نحو رعيته .

باسندوه اليوم_ يحمل طفل أصيب بحادث الزمن فكسرت احدى رجليه وأصيبت احدى ذراعيه بالجروح البليغة ، وتهشمت أجزاء في جسده ، لذا فالطفل يحتاج الى تظميد كسوره على مراحل عدة ، ويحتاج الى التئام جروحه البالغة ، كما يحتاج الى عناية فائقة التركيز كي يتنفس الطفل الصعداء ، هو اليمن الجريح المكسور ، فقد كسر اليمن من أطرافه في أبين وصعده ، وجرح وتهمش في بعض مناطق جسده ، اليوم سندوه يفكر في جراحة هذه الكسور وينظر كيف تظميد الجروح البالغة التي أصيب بها اليمن ، لم يبكي سندوه شغفاً بالبكاء أو حبا في مسح الدموع ، سندوه اليوم يبكي هذا الطفل الذي رماه والداه وتخلى عنه أخوته وأصدقائه وترك في الطريق الطويل بعيدا عن الأطباء والصيادلة والممرضون .

باسندوه اليوم يعرف بأن عليه توفير سريرٍ سياسي في عناية شاملة مركزة ، يحتاج الى الكادر المحلي ذو الخبرة والأمانه وتحمل المسؤولية ، يحتاج الى الطبيب الإقليمي والدولي كي يستفيد من الخبره تارة والامكانية تارةً أخرى ، كي ينقذ حياة نفساً بريئة من محنتها التي حلت عليها ومصيبتها التي ألمّت بها .

ان محمد سالم باسندوه .. يحتاج اليوم الى من يواسيه في هذا المصاب بالجلل ، فليست المسؤولية غريبة عليه ، فالجميع يعرفه ونضاله الجهادي ضد الاستعمار الأجنبي ، وغيرته الوطنيه والتحررية ، لهذا فإن على من بلغ سن المسؤولية من أبناء اليمن أن يبادر بتجفيف دمعة باسندوه و هلموا للوقوف مع الرجل ، واستعينوا بالله الواحد. الأحد ان يعينه وأنتم جميعاً على تجاوز هذا البلاء وتدارك هذا العناء ، للوصول باليمن الحبيب الى التعافي والشفاء ...