الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٨ صباحاً

جنود حفاة، ويقاومون

إدريس الطيار
السبت ، ٠٢ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٣٠ مساءً
مدينة تعز التي فك الحصار عنها عشرة أيام فقط، لم يتم إدخال شيء يذكر من المساعدات والتبرعات إليها في هذه المدة، ليقطع بعدها الحوثيون الطريق مرة أخرى من الجهة الغربية للمدينة، فارضين حصارا جديدا، خانقا، على المدينة .
ظهرت، أخيراً، صور عديدة في خط المواجهات في الجهة الغربية للمدينة، تُظهر أفراداً في المقاومة، حفاة الأقدام يتقدمون بكل شجاعة نحو متارس الحوثيين، من دون أحذية، ولم يتمكن الحوثيون من إسقاطهم على الرغم من نيرانهم الكثيفة، وتمكّنت حرارة الشمس على الإسفلت والأشواك من إسقاطهم، وإصابة أقدامهم التي تتوجع وتتألم، دون أن يفكروا بالاستسلام.
في مقابل ذلك، يتبرع تجار وفاعلو خير ومغتربون يمنيون بأموال بالأموال دعما لأفراد المقاومة الشعبية في تعز، عبر شباب وشابات من المقاومة الشعبية من نوع آخر، إذ يوزعون الأحذية على أفراد المقاومة، ويوصلون الطعام والماء البارد إلى مواقع القتال، إذ قال الصحفي، همام الوفي: "إن ظهور أفراد المقاومة في تعز حفاة الأقدام، دليل قاطع على أن المقاومين ناس كادحون وفلاحون فقراء، وليسوا كما يصورهم الإنقلابيون "مرتزقة يستلمون الدولارات من دول الخليج"، متابعا: "أفراد المقاومة لايمتلكون قيمة أحذية ينتعلوها خلال المواجهات، فالواحد منهم يموت وهو مديون".
يتحدث اليوم أغلب المواطنين في تعز عن خذلان الحكومة تجاه مدينتهم، وعدم تقديم السلاح والذخيرة والمدرعات عندما فكوا الحصار، فالحكومة "تخاذلت تجاهنا، أبناء تعز يقتلون ويذبحون، وهي تتفرج. تعز تستغيث.. هل من مغيث؟ والحكومة لا حياة لمن تنادي!" كما يقول علاء الشرعبي، فبعد أن تمكن المقاتلون من فك الحصار، وأصبح الطريق مفتوحاً من عدن إلى تعز من الجهة الغربية، من أجل إدخال الإغاثة والذخائر والمدرعات، لأجل تأمين الأماكن المحرّرة وإكمال السيطرة على تعز كاملة، لم تتمكن الحكومة من لعب دورها.
على الرغم من كل ما جرى، مهما حاصر الحوثيون تعز، فهي لم تنكسر، ستقاوم معها طيور الأرض، ولن تستسلم، ولن يدوس عليها عميل، ولن تهان كرامتنا في تعز.
يزداد حماس المقاتلين المقاومين يوما تلو يوم، وتعز بين مقاوم حافي الأقدام وخذلان الحكومة وعودة الحصار، ويبقى فاعلو الخير الأمل الوحيد للمقاومة، يوّزعون الطعام والماء والأحذية، ويزرعون فيهم العزيمة والثبات، مهما كانت الصعاب.

*العربي الجديد