الاثنين ، ٢٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٥ صباحاً

فرصة يا سيد هادي أن تقول ها أنا ذا، لا كان عَلي!!

برهان أبوبكر
الجمعة ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٢:٤٠ صباحاً
سأخاطبك يا سيد هادي بشكل مباشر ومن القلب وبدون دبلوماسية ورسميات لأن الحدث لا يحتمل التأخير وتنميق الكلام. هذه لحظة تاريخية ينبغي عليك أن تمارس الصلاحيات التي منحت لك بغطاءٍ دولي وإقليمي وإلى حدٍ ما محلي، في الوقت الراهن، وتقوم بإجراءات سريعة لتنفيذ بنود الاتفاقية في مواعيدها المحددة وأن تثبت للعالم أنك رجل عسكري محنك ولديك القدرة أن تكون سياسي مخضرم وقد فَرضت عليك الظروف في الماضي أن تبقى في الظل لأسباب يفهمها الكثير ولكنك أنت تفهمها أكثر من غيرك.

الآن أتتك الفرصة يا سيد هادي لتدخل التأريخ من أوسع أبوابه وتنقل الأمة اليمنية التي عانت طويلاً بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها إلى آفاق جديدة رحبة تستفيد من خيراتها البشرية والطبيعية، وتقوم بتضميد جراح وحدتها التي بدأها الثوار في كل ساحات وميادين الحرية والتغيير في كل أرجاء اليمن قبل تسعة أشهر. هذه الفرصة قد تخلد اسمك في حاضر ومستقبل اليمن وقد تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، لا سمح الله. الفرص لا تأتي كثيراً وإذا أحسنت استغلال هذه التي قُدَّر لها أن تأتي إليك قد تضعك في مصاف رجال عظماء مثل غاندي ومانديلا و ماوتسي تونج وإبراهيم الحمدي ومخاتير محمد والشيخ زايد بن سلطان وغيرهم من الرجال الذين خَلدوا أنفسهم لأنهم آثروا شعوبهم وبلدانهم على أنفسهم وقدموا إرثاً وتقدماً تنموياً وحضارياً تتوارثه شعوبهم جيلاً بعد جيل.

وفي عجالة، ينبغي عليك يا سيد هادي أن تعيد الثقة لأبناء الجنوب في الوحدة وتمنحهم أمل بأن حقوقهم سترد إليهم على يد أحد أبناء الجنوب وستكون البلسم الذي يخفف من وطأة الألم الذي طال أبناء صعدة طوال ست سنوات من الحروب المدمرة والظلم والجور الذي طال أبناء الحالمة تعز لا لشيء إلا لأنهم أناس ينشدون الحرية والمدنية، وأن تلفت لأبناء أبين، مسقط رأسك، التي نالها من "الحب" الشيء الكثير فقُتل أبناؤها وشردوا وضاقت بهم الأرض ذرعا. و لا شك أنه لا يسرك ما حل ويحل حتى الآن بأبناء أرحب و نهم حين تراهم يقبعون هم ونساؤهم وأطفالهم في الكهوف والجبال في حر الصيف وبرد الشتاء القارص وستضع ما حل بهم نصب عينيك بالرغم من المهام الجسام الملقاة على عاتقك.

لا يساورني أدنى شك أن المهمة صعبة والعمل شاق والمخاطر محدقة من كل جانب ولكنك إذا خلعت "جلباب علي" وعرفت كيف تخاطب الشعب المطحون وبدأت بخطوات يلمس منها الشعب أنك جاد فيما تقوم به، فإنه سيلتف حولك وسيسهل مهمتك وسيقف سداً منيعاً ضد من تسول لهم أنفسهم إفشال مهمتك والعودة من الطاقة بعد الخروج من الباب. ولن يخذل الله قائداً يقف في صف الشعب ويقف الشعب في صفه ولن تستطيع أي قوة أن تقهر الشعب اليمني بعد الآن فلا تستقوي على المهام الثقال إلا بالله وبالشعب ولن يخذلك الله أبداً أبدا.

أعرف يا سيد هادي أنك الآن ترسم خارطة هذه الحقبة الجديدة في حياتك وربما تكون قد فكرت بكل ما سردته آنفاً وأكثر ولكن لم أستطع أن أقاوم تقديم النصح في هذه اللحظة التاريخية والحاسمة من تأريخ الأمة، ولدي إحساس قوي أن كل ما ذكرته آنفاً سيتحقق إذا اغتنمت الفرصة وقدمت لأولادك وأحفادك والشعب اليمني والعالم أجمع ما يجعله يفخر ويعتز بك ويدعوا لك بالخير في دنياك وآخرتك، وتقول بادئ ذي بدء هذه فرصتي وها أنا ذا، لا أن تقول كان علي!!