لمن لا يعرف تعز فإن تعز بالنسبة لليمن كالقلب من الجسد هي شعلة متأججة لم تخمد يوماً وإن خفت وميضها بعض الشيء احياناً لكنها سرعان ما تعود لتشع الهاماً وابداعاً وحرية.

لمن لا يعرف تعز فإن تعز واحة غناء وبستان خصب تنمو فيه كل فكرة عبقرية لتخرج كشجرة أصلها ثابت ليصل فرعها إلى السماء.

تعز التي اعلنت مدينة منكوبة جراء همجية بعض الجهلة المتخلفين القادمين من ما وراء التاريخ ومن بعض الحاقدين عليها لأنها احرجتهم بعطاءها الامحدود وتسامحها مع من همشوها كثيراً وحاربو ابناءها كثيراً، هي اليوم تضرب اسطورة جديدة للبذل والفداء في سبيل الحرية والكرامة.

تعز التي يقتل اليوم اطفالها ونساءها ورجالها وشيوخها بأيدي تمرست في القتل والجريمة على مدار عقود لن تغفر هذه المرة للقتلة مهما حاولو مسح الذاكرة الجمعية لأبناء اليمن عموماً وأبناء تعز خصوصاً ليتناسو حقيقة حقدهم واجراهم.

لن تنسى تعز ولن ننسى معها وسيظل القصاص هو المطلب من كل من تورط في جريمة قتل الأطفال في تعز وقصف البيوت وهدمها على رؤوس ساكنيها هذه المرة لن نسامح ولن نصالح على دماء زكية طاهرة قتلها المجرمون بدم بارد.

ورغم كل الأسى والحزن الذي خيم عليها، لكنها تعز التي يعرف كل ذي عقل انه مهما جار عليها الدهر بتقلبه ومهما ظلمت ممن لا يعرفون قدرها وقدرتها ستعود كما في كل مرة أكثر اشراقاً وبهجة رغم الصعاب ورغم كل مأسيها ستلبس قريباً حلة النصر على الجهل والحقد والظلام وستشكر كل من وقف معها في محنتها وستمحو من على الوجود كل من خانها وباعها وتأمر عليها.

فإلى تعز واهلها الكرام الصابرين الصامدين تحية شكر من كل يمني شريف لأن صمودها هو صمود لليمن وكل ابناءه المخلصين.