السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١١ صباحاً

الملتقى الوطني لأبناء الجنوب له رؤية خلاقة لحل القضية الجنوبية

علي مهدي بارحمه
الخميس ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
من قلوبا صادقة وإيمان راسخ رست سفينة الملتقى الوطني لأبناء الجنوب على شواطئ مدينة عدن تبشر بعهد جديد يقودها أكاديميون وشخصيات اجتماعية وموظفون وطلاب وللمرأة مكانة رائدة من مختلف محافظات الجنوب حملوا على عاتقهم مجتمعين القضية الجنوبية نبراس وطموح كل الجنوبيون بمختلف الأطياف السياسية ولاجتماعية يحملون على صدورهم برنامج جاد تمحور على ثلاث ركائز أساسية في أدبيات ووثائق الملتقى اجمع عليها كل أعضائه المؤسسين .

1) إعادة النظر في نظام الوحدة الحالي وصياغة دستور جديد يؤمن ويضمن التمثيل العادل لأبناء الجنوب في إطار نظام سياسي جديد بما يكفل الشراكة الحقيقية والفاعلة في السلطة والثروة .

2) تحقيق المطالب المشروعة لأبناء الجنوب في الإدارة الذاتية والتوزيع العادل للثروة على أسس تعاقدية جديدة.
3) ألتشريعات القانونية والإجرائية لمعالجة كافة أوجه الاختلال والمظالم السابقة التي حدثت في المحافظات الجنوبية حقوقية واجتماعية وتنموية وما حصل من نهب للأرض والثروة ، وكذا رد الاعتبار لأبناء المحافظات الجنوبية ومكوناتهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية لما لحق بها من ضرر وإقصاء وتهميش.

ومن القراءة الأولية لتلك الأسس التي تبنتها الرؤية الثاقبة لملتقى أبناء الجنوب تنبع منها فكرة المعالجة الجادة للقضية الجنوبية وهي لا تقصي في حد ذاتها إي فكرة عقلانية تعمد إلى حل القضية الجنوبية وضمان عدم تكرار ماسي الماضي المرير الذي عانوا منه الجنوبيين ومازالوا يعانون ، ولكنها لا تتفق مع رؤية فك الارتباط لسبب واحد وهو إن التطرف في أي فكرة أو نشاط كفيل بإجهاضها كما كان عليه الحال في 1994م .

فمن خلال تبنينا لفكرة الفيدرالية منذ أكثر من ثلاث سنوات ونادينا بها من وجهت نظر علمية ووصلت إلى ما وصلت إليه اليوم في تقديري الشخصي إن الأسس الوردة في رؤية الملتقى الوطني لأبناء الجنوب (1و2) تستوعب من حيث المبدأ فكرة الفيدرالية من حيث الدستور الجديد ،ونظام الوحدة الجديد ، والنظام السياسي الجديد ،والتمثيل العادل في المؤسسات الدستورية للجنوبيين ، والمطالب المشروعة لهم،والشراكة الحقيقية ، والتوزيع العادل للثروة والإدارة الذاتية للجنوب .

ففك الارتباط في الفيدرالية هو ضمان دستوري للجنوبيين في حالة الانقلاب على الثوابت في الدستور الفيدرالي وليس هدف ، ولا أتصور إن أي جنوبي سيكون راضي على نقض العهد الجديد ،ففي كل الأحوال لو افترضنا إن الشريك الشمالي لم يصل إلى وفاق وقناعة حول تلك الأفكار ما هو الحل؟ وما هي المواقف التي ستتخذها الأطياف السياسية والاجتماعية الجنوبية والشعب في الجنوب ؟ في تقديري الشخصي تقسيم البلاد إلى دول عدة دول أمر لا مناص منه ، واجدها من الصعوبة للغاية إن تقوم دولة مدنية دولة قانون وخدمات في الجنوب في الوضع الراهن وسيكون عرضة إلى الانقسام إلى دولتين احدها في الشرق والأخرى في الغرب . ولاشك ان هذا طموح قائم لعدة دوائر سياسية واقتصادية خارجية لا تستطيع إن تبحر فيه تلك الأفكار ولو اتحدت.

وعلى الرغم إنني في قناعة من إن الشريك الشمالي لن يقبل بفكرة الملتقى الوطني ولا فكرة الفيدرالية في وضعه الحالي ولن تحسمها المبادرة الخليجية ما لم تزول القيادات العسكرية والاقتصادية المتنفذة خلال الفترة الماضية إضافة إلى غطاء دولي جاد لنصرة القضية الجنوبية .