شهد اليمن أسوأ المآسي الإنسانية خلال العامين والنصف الماضيين بسبب الحرب والحصار وتوقف شبه تام للحركة اليومية للحياة، التي أثرت على كل بيت وكل أسرة، وإن بأشكال ومستويات متفاوتة، لم تستثن الغني ولا الفقير ولا المسؤول ولا المواطن العادي.
منذ اجتياح الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح العاصمة صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) 2014 وحياة الناس بشتى مستوياتهم واتجاهاتهم في أسوأ حالاتها، ويمكن توصيفها بـ»الجحيم» لما يعيشه اليمنيون من معاناة يومية، سواء في جانب الخوف والرعب اليومي لافتقار الأمن والأمان والسلامة الشخصية، أو في مجال تعقيدات الحالة المعيشية إثر انهيار الأعمال وتوقف الوظائف وانعدام الرواتب وطول أمد الحرب التي لم يكن أحد يتوقعها أو مستعد لتبعاتها.
وتسببت الحرب الراهنة في اليمن بكل أنواع المآسي، من موت واصابة وإعاقة وفقدان قريب أو حبيب، وتشريد أسر وفقدان العائل لها، ناهيك عن الاختطافات والاعتقالات في كل جانب، بالإضافة إلى تعثّر الحصول على المتطلبات الأساسية للحياة وفي مقدمتها التعليم والصحة والدواء والغذاء والخدمات العامة.
وشملت المعاناة الجميع دون استثناء، كل حسب مستواه المادي وموقعه الاجتماعي والحكومي، ووصلت شرارة المعاناة إلى كل بيت، بكامل أفراد العائلة، والذي لم تحرقه الحرب اكتوى بنارها بشكل أو بآخر في كل المناطق وأصبح الأحياء من اليمنيين في عداد النازحين داخل بلدهم أو اللاجئين خارجها، بعد أن تقطعت بهم سبل العيش الكريم والحياة الآمنة والطبيعية.
(رمزي. م. ج) غادر مع بداية الحرب إلى السعودية بتأشيرة زائر بعد صعوبات بالغة ودفع مبالغ كبيرة، وكان حينها خاطبا على أمل أن يتزوج في صيف 2016، ولكن جاء موعد العرس والحرب ما زالت قائمة، ووضعه صعب جدا، لا هو قادر على العودة إلى صنعاء لإقامة العرس فيها لأسباب السلامة، وتأشيرته ستلتغي في حال خروجه ولن يستطيع العودة إلى السعودية، كما أنه لم يستطع الحصول على تأشيرة دخول لخطيبته إلى السعودية، لأن وضعه المادي لا يسمح له بذلك. مرّ أكثر من عام على موعد زفافه المرسوم وهو معلّق بين مشاكل الوضع الراهن ويتبدد الأمل كل يوم بشأن انتهاء الحرب.
عبدالعزيز (ط . ف) المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال العام 2015 أثناء زيارة أهله وأبنائه ومحاولته اصطحاب عائلته الصغيرة، علق لمدة أسبوع في البحرين كمحطة ترانزيت في طريق عودته إلى تعز، لعدم السماح له بعبور الأراضي السعودية برا، من أجل الوصول إلى اليمن، فاضطر للسفر إلى سلطنة عمان ومن هناك إلى تعز، في رحلة استغرقت قرابة أسبوع، محفوفة بالمخاطر. وصل إلى تعز والحرب على أوجّها، ولم يستطع البقاء فيها لهول ما شاهده من عمليات قصف عشوائية على المدينة من قبل قوات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح وسقوط القتلى والجرحى بشكل يومي. ووجد أفراد أسرته الكبيرة تشردوا بين تعز وصنعاء وعدن والحديدة، ولم يستطع زيارة أغلبهم، نظرا لصعوبة الوصول إليهم. عاد إلى الولايات المتحدة بعد حوالي شهر خالي الوفاض، حيث لم يستطع اصطحاب عائلته الصغيرة معه نظرا لعدم وجود قنصلية أمريكية بصنعاء لاستكمال معاملتهم، وأيضا لخطورة الطرق البرية إلى الحدود مع عُمان حيث كانت الرحلات حينها مقطوعة عن عدن.
محمد (ق.ح) استطاع الخروج بمفرده من اليمن مطلع 2016 والوصول إلى تركيا عبر الأردن، وبعد ترتيب وضعه واستقراره فيها، حاول إدخال والدته المريضة وزوجته وأطفاله إلى تركيا من أجل لم شمل العائلة، غير أنه لم يجد فرصة للحصول على تأشيرات دخول، حيث اًصبحت التأشيرات في غاية التعقيد، ومتطلباتها كثيرة وغير مقدور عليها بالنسبة للأناس العاديين. وأصبح حائرا، لا هو استقر في بلاد الغربة ولا هو استطاع احضار عائلته من اليمن، لإبعادهم عن المخاطر والعيش معه بأمان.
الأكثر مرارة من ذلك، صالح (م. ع. ق) استطاع مغادرة اليمن مع كافة أفراد عائلته إلى السعودية مع بداية الحرب، وبعد نحو عام أصيب بمرض خبيث بشكل مفاجئ، يصعب معالجته في المستشفيات السعودية، فقرر أهله نقله إلى الأردن للعلاج، وبعد أيام قليلة توفي هناك، وهنا حلّت الكارثة، ليس لوفاته، ولكن لأن أهله لم يستطيعوا إعادة جثمانه إلى السعودية ليلقي أهله عليه النظرة الأخيرة، كما لم يستطيعوا أيضا السفر إليه للتكاليف الباهضة نتيجة العدد الكبير لأفراد الأسرة وأيضا في حال خروجهم لن يستطيعوا العودة مرة أخرى إلى السعودية لأن تأشيرتهم تأشيرة زائر، ولم يستطيعوا كذلك إعادته لصنعاء لعدم وجود رحلات جوية مباشرة اليها ولعدم وجود أقارب له في صنعاء أيضا.
منذ اجتياح الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح العاصمة صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) 2014 وحياة الناس بشتى مستوياتهم واتجاهاتهم في أسوأ حالاتها، ويمكن توصيفها بـ»الجحيم» لما يعيشه اليمنيون من معاناة يومية، سواء في جانب الخوف والرعب اليومي لافتقار الأمن والأمان والسلامة الشخصية، أو في مجال تعقيدات الحالة المعيشية إثر انهيار الأعمال وتوقف الوظائف وانعدام الرواتب وطول أمد الحرب التي لم يكن أحد يتوقعها أو مستعد لتبعاتها.
وتسببت الحرب الراهنة في اليمن بكل أنواع المآسي، من موت واصابة وإعاقة وفقدان قريب أو حبيب، وتشريد أسر وفقدان العائل لها، ناهيك عن الاختطافات والاعتقالات في كل جانب، بالإضافة إلى تعثّر الحصول على المتطلبات الأساسية للحياة وفي مقدمتها التعليم والصحة والدواء والغذاء والخدمات العامة.
وشملت المعاناة الجميع دون استثناء، كل حسب مستواه المادي وموقعه الاجتماعي والحكومي، ووصلت شرارة المعاناة إلى كل بيت، بكامل أفراد العائلة، والذي لم تحرقه الحرب اكتوى بنارها بشكل أو بآخر في كل المناطق وأصبح الأحياء من اليمنيين في عداد النازحين داخل بلدهم أو اللاجئين خارجها، بعد أن تقطعت بهم سبل العيش الكريم والحياة الآمنة والطبيعية.
(رمزي. م. ج) غادر مع بداية الحرب إلى السعودية بتأشيرة زائر بعد صعوبات بالغة ودفع مبالغ كبيرة، وكان حينها خاطبا على أمل أن يتزوج في صيف 2016، ولكن جاء موعد العرس والحرب ما زالت قائمة، ووضعه صعب جدا، لا هو قادر على العودة إلى صنعاء لإقامة العرس فيها لأسباب السلامة، وتأشيرته ستلتغي في حال خروجه ولن يستطيع العودة إلى السعودية، كما أنه لم يستطع الحصول على تأشيرة دخول لخطيبته إلى السعودية، لأن وضعه المادي لا يسمح له بذلك. مرّ أكثر من عام على موعد زفافه المرسوم وهو معلّق بين مشاكل الوضع الراهن ويتبدد الأمل كل يوم بشأن انتهاء الحرب.
عبدالعزيز (ط . ف) المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال العام 2015 أثناء زيارة أهله وأبنائه ومحاولته اصطحاب عائلته الصغيرة، علق لمدة أسبوع في البحرين كمحطة ترانزيت في طريق عودته إلى تعز، لعدم السماح له بعبور الأراضي السعودية برا، من أجل الوصول إلى اليمن، فاضطر للسفر إلى سلطنة عمان ومن هناك إلى تعز، في رحلة استغرقت قرابة أسبوع، محفوفة بالمخاطر. وصل إلى تعز والحرب على أوجّها، ولم يستطع البقاء فيها لهول ما شاهده من عمليات قصف عشوائية على المدينة من قبل قوات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح وسقوط القتلى والجرحى بشكل يومي. ووجد أفراد أسرته الكبيرة تشردوا بين تعز وصنعاء وعدن والحديدة، ولم يستطع زيارة أغلبهم، نظرا لصعوبة الوصول إليهم. عاد إلى الولايات المتحدة بعد حوالي شهر خالي الوفاض، حيث لم يستطع اصطحاب عائلته الصغيرة معه نظرا لعدم وجود قنصلية أمريكية بصنعاء لاستكمال معاملتهم، وأيضا لخطورة الطرق البرية إلى الحدود مع عُمان حيث كانت الرحلات حينها مقطوعة عن عدن.
محمد (ق.ح) استطاع الخروج بمفرده من اليمن مطلع 2016 والوصول إلى تركيا عبر الأردن، وبعد ترتيب وضعه واستقراره فيها، حاول إدخال والدته المريضة وزوجته وأطفاله إلى تركيا من أجل لم شمل العائلة، غير أنه لم يجد فرصة للحصول على تأشيرات دخول، حيث اًصبحت التأشيرات في غاية التعقيد، ومتطلباتها كثيرة وغير مقدور عليها بالنسبة للأناس العاديين. وأصبح حائرا، لا هو استقر في بلاد الغربة ولا هو استطاع احضار عائلته من اليمن، لإبعادهم عن المخاطر والعيش معه بأمان.
الأكثر مرارة من ذلك، صالح (م. ع. ق) استطاع مغادرة اليمن مع كافة أفراد عائلته إلى السعودية مع بداية الحرب، وبعد نحو عام أصيب بمرض خبيث بشكل مفاجئ، يصعب معالجته في المستشفيات السعودية، فقرر أهله نقله إلى الأردن للعلاج، وبعد أيام قليلة توفي هناك، وهنا حلّت الكارثة، ليس لوفاته، ولكن لأن أهله لم يستطيعوا إعادة جثمانه إلى السعودية ليلقي أهله عليه النظرة الأخيرة، كما لم يستطيعوا أيضا السفر إليه للتكاليف الباهضة نتيجة العدد الكبير لأفراد الأسرة وأيضا في حال خروجهم لن يستطيعوا العودة مرة أخرى إلى السعودية لأن تأشيرتهم تأشيرة زائر، ولم يستطيعوا كذلك إعادته لصنعاء لعدم وجود رحلات جوية مباشرة اليها ولعدم وجود أقارب له في صنعاء أيضا.