بيت حانون (غزة) (رويترز) -
بكى عشرات الالوف من الفلسطينيين وصاحوا مطالبين بالانتقام يوم الخميس وهم يدفنون 18 مدنيا قتلوا في قصف اسرائيلي لبلدة بيت حانون بشمال قطاع غزة قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت انه وقع بسبب "خطأ فني".
وقال عبد الحكيم عوض المسؤول بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أيها القتلة في اسرائيل.. لن تستطيعوا أبدا هزيمة طفل فلسطيني."
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ان مقتل هؤلاء كان نتيجة "خطأ فني" للمدفعية الإسرائيلية معبرا عن حزنه لمقتل اشخاص ابرياء.
وقالت متحدثة باسم الجيش ان سبب الحادث خطأ في نظام للتوجيه وان القصف المدفعي الذي علق في غزة منذ الحادث لن يستأنف الا بعد "استكمال جميع الفحوص الفنية". ولم تذكر المدة التي ستستغرقها هذه الفحوص.
وأحاطت مجموعات من الناشطين وبعضهم كان ملثما ويطلق اعيرة نارية في الهواء بالجنازة وهي تشق طريقها في شوارع بيت حانون قبل دفن القتلى في مقبرة جديدة.
وحملت جثث القتلى ومن بينهم سبعة اطفال واربع نساء على محفات وسط حشود كبيرة من المشيعين في اجواء من الغضب والدموع. وكانت جثث القتلى ملفوفة بعلم حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعلت صيحات "الله أكبر" مع دفن الجثث في قبورها. وكان أصغر الضحايا طفلة تبلغ من العمر 18 شهرا دفنها والدها وهو ينتحب.
وخلال مؤتمر اقتصادي في تل ابيب جدد أولمرت استعداده لعقد قمة مع عباس.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي "سيدهش عندما يجلس معي بشأن المدى الذي نحن مستعدون للذهاب اليه. يمكنني عرض الكثير عليه."
ولم يدل اولمرت بمزيد من التفاصيل. ويسعى عباس الى اطلاق سراح سجناء فلسطينيين بسجون اسرائيلية في مقابل اطلاق سراح جندي اسرائيلي اختطفه نشطاء في هجوم عبر الحدود في يونيو حزيران.
وقال عوض المسؤول بفتح "نقول.. العين بالعين والنفس بالنفس. لن تأمن عسقلان.. لن تأمن تل أبيب أو حيفا قبل أن يأمن أهلنا في بيت حانون."
ووصف الزعماء الفلسطينيون هجوم الاربعاء على بيت حانون بالمجزرة كما هدد بعض أعضاء المجلس التشريعي من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) باستئناف الهجمات الانتحارية ضد اسرائيل ردا على ذلك.
وقال الجيش الاسرائيلي انه كان يستهدف مجموعات اطلاق الصواريخ التي تستخدم منطقة بيت حانون كمسرح لاطلاق صواريخ بدائية على اسرائيل.
وبعد تحقيق في الحادث قال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس في بيان ان المدفعية لن تطلق نيرانها على غزة اعتبارا من الان الا بامر من قائد القيادة الجنوبية وهو ضابط برتبة ميجر جنرال او ضابط برتبة اعلى.
وقال اولمرت ان وحدة المدفعية كانت تستهدف بستانا للبرتقال "حيث رصدنا اطلاق نيران قبل ذلك بثوان" لكن خطأ فنيا ارسل القذائف الى الاتجاه الخاطئ.
وحشد حادث قتل المدنيين في بلدة بيت حانون الفلسطينيين بعد عدة أشهر من الاقتتال الداخلي.
ودعا خالد مشعل القيادي بحماس والمقيم بدمشق الى الرد.
وأعلنت حماس عن تهدئة في مارس اذار عام 2005 انتهت في نهاية العام. ولم تنفذ حماس تفجيرات انتحارية في اسرائيل منذ عام 2004.
وفي حين قال الاتحاد الاوروبي انه "روع" لقصف غزة لم يصل رد فعل الولايات المتحدة الى حد تأنيب اسرائيل المقرر ان يجتمع رئيس وزرائها اولمرت مع الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن يوم الاثنين.
وجمعت احداث بيت حانون بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء اسماعيل هنية رغم خلافاتهما بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية قد تساعد في رفع حظر المساعدات المباشرة الذي يفرضه الغرب على السلطة الفلسطينية.
وتحدث عباس ومشعل في وقت لاحق هاتفيا في علامة أخرى على مزيد من التعاون بين الحركتين المتنافستين مما يشير الى امكانية حدوث تقدم في وقت قريب بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.