في إطار انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الأمريكية، لوحظ أن الحزبين المتنافسين يتخذان رموزاً رآها البعض غامضة، فالديمقراطي يرمز إليه بـ"الحمار" والجمهوري بـ"الفيل"، ولكن لا يعلم أحد من أين جاء الرمزان، ويرى العديد من المحللين أن الأمر بدأ بسخرية أو إهانة ما.
ووفقا لتقرير نشره "Todayifoundout"، فإنه عند انطلاق انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1828 بين الحزب الجمهوري الأصلي – بخلاف الجمهوري الحالي الذي تأسس منذ عدة عقود – وكان يمثله "جون آدامز" والديمقراطي "أندرو جاكسون"، انطلقت حملات لا تزال من بين الأسوأ في تاريخ السياسة الأمريكية.
أطلق "جاكسون" ومؤيدوه لقب "الفاسد" على "آدامز" بالإضافة إلى سباب متعلق بأمور جنسية وأخلاقية، وهاجم الجانب الآخر السجل العسكري لـ"جاكسون" وعدم احترامه للسلطات ووصل الأمر إلى مهاجمة زوجته أيضاً.
أطلق مؤيدو "آدامز" لقب "Jackass" على "جاكسون" ليكون قريبا من اسمه، ويعني هذا اللقب "الحمار" لمقارنته بالحيوان الكسول والعنيد والبطيء الحركة رغم أن شعاره حينها كان "اتركوا الشعب يحكم"، وقال الجمهوريون حينها إن حفنة من الحمير سيحكمون.
ومع ذلك، أخذ "جاكسون" لقب الحمار بشكل إيجابي واعتبره شعاراً يدل على "الصبر والأمانة والقدرة على تحمل الصعاب والخضوع والامتثال للشعب مقارنةً بالأرستقراطي "آدامز" الذي ينحدر من طبقة ثرية، وبالفعل وضع المرشح صورة حمار لحملته وفي خطاباته، ومن وقتها عام 1837، أصبح رمزاً للحزب الديمقراطي.
أما "الفيل" الذي يعد رمزاً الآن للحزب الجمهوري الحديث، فقد ظهر لأول مرة أثناء انتخابات عام 1864 للإشارة إلى الرئيس "إبراهام لنكولن"على أنه فيل يحمل راية عليها انتصارات الوحدة في الحرب الأهلية، وكان شعار الحملة الرئاسية للحزب حينها "نرى الفيل" للدلالة على استمرار المعركة من أجل الوحدة.
ويعود ترسيخ رمزي "الحمار" و"الفيل" في الحملات الانتخابية للحزبين في انتخابات الرئاسة إلى فنان الرسوم الكرتونية في ذلك الوقت "توماس ناست".
