كشفت مصادر إعلامية يمنية أن أصابع اتهام تشير بقوة إلى جماعة الحوثيين الانقلابية بالوقوف وراء إطلاق الصاروخين اللذين أديا إلى تدمير القاعة التي كانت مكتظة بالمعزين، مشيرا إلى أن غياب عدد من قادة الجماعة الانقلابية عن مكان العزاء يثير التساؤل، لاسيما أن العزاء مقام على روح والد وزير داخليتهم.
وأضاف المركز الإعلامي للمقاومة أن حزب المؤتمر الشعبي العام كان يشعر خلال الفترة الأخيرة بأنه تعرض للخديعة، في أعقاب تأسيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، الذي شكله طرفا الانقلاب، حيث استأثرت جماعة الحوثيين الانقلابية بغالبية مقاعد اللجنة، فيما قام رئيس اللجنة الثورية العليا التي تم إلغاؤها قبيل تكوين المجلس، محمد علي الحوثي، بإصدار قرارات كثيرة بعزل عناصر موالية للمخلوع من مناصب قيادية كانت تتبوأها، وأن القرارات صدرت بأثر رجعي، يعود إلى ما قبل تأسيس المجلس السياسي، حتى تكون نافذة وسارية المفعول، وهو ما أثار غضب أتباع صالح، ودفعهم إلى الدخول في مواجهات عديدة مع الحوثيين.
أهداف المخلوع
أكد المركز وقوف الحوثيين وراء الجريمة، لتحقيق عدة أهداف، إضافة إلى الانتقام من أتباع صالح، وتابع "تزايد الحديث عن سعي المخلوع إلى إيجاد ملاذ آمن له ولأتباعه، وأنه يجري اتصالات مع عدد من الدول للهرب إلى إحداها واستثمار مليارات الدولارات التي نهبها خلال فترة حكمه، كما أنه أحجم عن المساعدة في حل الأزمة المالية التي يعيشها الانقلابيون، عقب نقل البنك المركزي إلى عدن، لذلك من الطبيعي أن تفكر الجماعة الإرهابية في ارتكاب مثل هذه الجريمة حتى تنتقم منه. وفي نفس الوقت تتمكن من تشويه صورة التحالف العربي لاستعادة الشرعية، وتأليب الرأي العام ضده، لاسيما أن الحوثيين حاولوا بشتى السبل إلحاق جرائم مشابهة ارتكبها في أوقات سابقة بالتحالف".
التزام التحالف
قطع المركز باستحالة ارتكاب طائرات التحالف لمثل هذه الجريمة، مشيرا إلى أن المقاتلات العربية أحجمت في أوقات سابقة عن قصف عدد من الشخصيات العسكرية البارزة الموالية للانقلابيين، بسبب وجودهم في مناطق مدنية، وقال "لو كان التحالف يريد القضاء على الانقلابيين بشتى السبل، لتمكن من ذلك في أوقات سابقة، لكن الغارات الجوية مدروسة بعناية، وهناك توجيهات واضحة بعدم استهداف أي تجمعات مدنية، مهما كانت المبررات. كما أن الأهداف يتم تحديدها قبيل إقلاع الطائرات، وهناك مستشارون عسكريون يتبعون لدول عظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أكدوا في مرات عديدة موافقة غارات التحالف للشروط الدولية، ومطابقتها للمتطلبات القانونية. لذلك فإن أي محاولة لإلصاق مثل هذه التهمة ونسبها إلى التحالف تظل بلا جدوى، لأن التحقيقات الأولية أثبتت أن الصواريخ التي أصابت القاعدة لم تسقط من الأعلى، مما يشير إلى أنها لم تسقط من الطائرات، بل أطلقت من الأرض".
داعش يسعى لنشر الفوضى والثأر
أعلن تنظيم داعش الإرهابي في بيان تبنيه العملية الإرهابية التي استهدفت مقر عزاء والد وزير داخلية الانقلابيين، جلال الرويشان، مساء أول من أمس، والتي أوقعت مئات القتلى والمصابين في العاصمة صنعاء. وقال التنظيم في تسجيل صوتي بثه أحد المواقع المقربة منه إن أحد عناصره المكنى بـ"أبو حذيفة الصنعاني" فجر نفسه داخل قاعة العزاء.
ولم يستبعد محللون وقوف التنظيم خلف الحادث، مشيرين إلى أن الإرهابيين الذين ظلوا يستفيدون من الدعم الذي يوفره لهم المخلوع، علي عبدالله صالح، ماليا وعسكريا، يريد إغراق البلاد في الفوضى، عبر ارتكاب أعمال إرهابية تظهر السلطات في المحافظات التي حررتها الشرعية، وتلك التي يسيطر عليها الانقلابيون، بمظهر العاجزة عن بسط الأمن والاستقرار، وأضافوا أن الإرهابيين يهدفون من القيام بهذا العمل إلى إحداث فتنة داخلية، عبر تأجيج نزعات الثأر والنعرات المناطقية، واستغلال بيئة اليمن القبلية، عبر تحفيز القبائل على الاقتتال الداخلي، مشيرين إلى أن هذه هي البيئة التي يستفيد منها التنظيم المتطرف ويستطيع البقاء فيها.
وأضافوا أن من أهداف الدواعش كذلك إخافة مشايخ ورجال القبائل، لاسيما أن قبيلة خولان التي ينتمي لها الشيخ علي الرويشان الذي وقع حادث التفجير خلال إقامة مراسم عزاء له، أعلنت وقوفها إلى جانب الشرعية واستعدادها لتقديم أبنائها والمشاركة في القتال.
التاريخ الأسود يضع المخلوع داخل دائرة الاشتباه
لم تبتعد أصابع الاتهام كثيرا عن المخلوع، علي عبدالله صالح، وتحميله مسؤولية التفجير الذي حدث في القاعة الكبرى، حيث أشارت مصادر أمنية إلى أن صالح، الذي كثيرا ما تباهى بقدرته على الرقص فوق رؤوس الثعابين، اعتاد قبيل وخلال سنوات حكمه وبعدها ارتكاب مثل هذه الجرائم، لتصفية خصومه، وتحقيق أهدافه، وأنه لا يبالي ما إذا كان في مسرح جرائمه بعض الموالين له، طالما أنه يستطيع في الآخر تحقيق مصالحه الخاصة.
وأضافت المصادر أن المخلوع أراد الانتقام من قبائل خولان، التي ينتمي لها وزير داخلية الانقلابيين، جلال الرويشان، الذي كان يتقبل العزاء في وفاة والده، شيخ القبيلة، الشيخ علي الرويشان. مشيرة إلى أن سبب الانتقام هو إعلان القبيلة وقف تعاونها مع طرفي الانقلاب، وانحيازها إلى جانب الشرعية. وهو ما مثَّل صفعة قوية للميليشيات التي كانت تعول على دعم القبيلة، التي تعد من كبريات القبائل اليمنية، لاسيما أن مشايخ القبيلة دعوا كافة أبنائهم لمغادرة جبهات القتال والعودة فورا.
قد يعجبك أيضا :
انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية
الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟
مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!
شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها
عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية
تهديد مشايخ القبائل
قال القيادي في المقاومة الشعبية بإقليم آزال، عبده الصنعاني، إن صالح لا يتورع عن ارتكاب مثل هذه الجريمة، وهناك من الشواهد التي حدثت خلال فترة حكمه ما يؤكد ذلك، مشيرا إلى أنه اقترف جرائم أكثر فظاعة من ذلك، من بينها دفن 300 ضابط وهم أحياء، عقب حرب عام 1994. وقال "الأهداف التي يريد المخلوع تحقيقها كثيرة عبر ارتكاب هذه الجريمة، في مقدمتها الانتقام من قبيلة خولان، التي وجهت إليه صفعة قوية عندما رفضت استمرار تواطئها مع الانقلابيين، وأكدت انحيازها إلى جانب الشرعية، ولا انتقام أكبر من استهداف رموز القبيلة الذين حتما سيكونون موجودين في عزاء شيخهم، علي الرويشان. وهذا الموقف الذي اتخذته خولان أتى تجاوبا مع الدعوة التي قدمها نائب الرئيس، الفريق علي محسن الأحمر، لجميع اليمنيين بالعودة إلى الشرعية ومفارقة الميليشيات، ووجدت تلك المطالبة استجابة واسعة بسبب النفوذ الكبير الذي يتمتع به الأحمر وسط مشايخ القبائل، لذلك ربما أراد صالح توجيه رسالة تهديد لقبائل اليمن من مغبة الانسياق وراء هذه الدعوة، لاسيما أن الكثير من الوجهاء والشيوخ أعلنوا موافقتهم عليها".
أهداف متعددة
أضاف الصنعاني "المخلوع كذلك يريد الانتقام من الجماعة الحوثية، التي خدعته وأوهمته بإمكانية اقتسام السلطة معه، ثم أدارت له ظهرها عند تشكيل ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، الذي تولى رئاسته القيادي الحوثي صالح الصماد، وهيمن أعضاء الحركة على كافة المناصب المهمة، فيما تم طرد عناصره حتى من الوزارات والمؤسسات الحكومية. كما أنه أراد صرف الأنظار عن الهزائم العسكرية التي يتلقاها يوميا في كافة جبهات القتال في تعز وصرواح والجوف ونهم، وسعى لإشغال الناس عن تلك الهزائم بحدث كبير، ولا أدل على تورطه من غيابه عن مكان العزاء، وانصراف نجله خالد قبل ربع ساعة فقط من وقوع التفجير، مما يؤكد علمه المسبق بالحادثة وتخطيطه لها".
سجل أسود
-اغتيال الرئيس الحمدي
- قتل الرئيس الغشمي
- دفن 300 ضابط أحياء
- سحق الجنوبيين عام 1994
- قتل 2000 شخص عام 2011
زيد يؤكد عدم تحليق الطيران
أقر أحد عناصر جماعة الحوثيين المتمردة بعدم تحليق أي طائرة للتحالف العربي لدعم الشرعية فوق سماء المنطقة التي تقع فيها القاعة الكبرى التي تعرضت للتفجير مساء أول من أمس، وأكد أنه لم يُسمع صوت أي طائرة فوق المكان، في الوقت الذي وقع فيه حادث التفجير.
وقال الناشط في صفوف الحركة الانقلابية، عبدالله ساري، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك "لم تكن هناك طائرات في وقت القصف تحلق في سماء صنعاء"، إلا أن ساري عاد بعد ذلك بعدة ساعات وحذف المنشور، وبث مكانه منشورات تحمل التحالف العربي لاستعادة الشرعية مسؤولية ما حدث.
ودأب عدد من قيادات وعناصر الجماعة على نشر تغريدات وأخبار مماثلة، سرعان ما يعودون إلى حذفها واستبدالها بتغريدات أخرى، تحت ضغط من عناصر الميليشيات.
عرب: صالح أراد إجهاض مظاهرة الغضب
طالب وزير الداخلية اليمني، اللواء حسين عرب، بلجنة تحقيق دولية للوقوف على تفاصيل الحادث الذي استهدف أحد مقرات العزاء، وقال في تصريح إلى "الوطن" إن من أبرز أهداف العملية إفشال مظاهرة الغضب التي كان من المفترض انطلاقها أمس في صنعاء، وأضاف "بدأ المواطنون في الخروج في وقت مبكر أمس، إلا أنه تمت مواجهتهم بالرصاص الحي وإرهابهم، وحدثت عمليات اعتقال واسعة، ووفرت فرصة الحادث الأخير فرصة ذهبية للمتمردين لإجهاض المظاهرة، وهذا الأسلوب عادة ودائما ما يلجأ إليه المخلوع، الذي لا يطيق أن يكون له معارضون، لذلك قام بتلك العملية، حيث لم يعد لديه فرق بين من يقفون معه ومن هم ضده".
وأضاف عرب "المخلوع بدأ يشعر بالخوف من موجة الغضب الكبيرة داخل صنعاء، وكذلك اقتراب المقاومة من حدود العاصمة، لذلك حاول تشويه صورة التحالف، وإيجاد ضغوط دولية لوقف تقدم قواته، أما ما أعلنه تنظيم داعش عن تبنيه العملية، فإن الأمر لا يعني فرقا كبيرا، لأن التنظيمات الإرهابية هي إحدى أدوات صالح التي يريد أن يثبت من خلالها للعالم أنه هو الوحيد المسيطر على الأوضاع، وأن البديل له هو الإرهاب، رغم أن الجميع يدرك أنه السبب الرئيسي في انتشار المجاميع الإرهابية التي ظل طوال السنوات الماضية يمدها بالأموال والسلاح، تحقيق أهدافه".
وتابع وزير الداخلية "المخلوع حاول خلال الفترة الماضية أن يستدر عطف قيادة التحالف بدعوته للحوار المباشر مع المملكة، وعندما لم تجد دعواته أي صدى لجأ إلى محاولة تشويه صورة التحالف، عبر الزعم بأنه يستهدف المدنيين، إلا أننا كسلطة شرعية لدينا أدلة تثبت ضلوعه في هذا الحادث، من بينها مقطع فيديو انتشر مؤخرا يظهر أن الأمر مرتب له بعناية فائقة، ومما يثير السخرية أن أعمدة المبنى الذي شهد الحادثة لا تزال قائمة، وهو ما لا يتفق مع ما يردده الانقلابيون بأن القصف قامت به طائرات التحالف، لأنه لو حدث قصف من الجو فإن الأعمدة هي أول ما ينهار، وهذا يثبت أن القصف تم بواسطة صواريخ أطلقت من الأرض لأن إصابة المبنى كانت أفقية".
ابنة هلال تفضح قاتله
وجهت أفنان عبدالقادر هلال، ابنة أمين صنعاء المعين من قبل الحوثيين، الذي قتل في تفجير القاعة الكبرى بصنعاء أول من أمس، اتهامات صريحة للمخلوع علي عبدالله صالح بقتله، وقالت في تغريدة بثتها على حسابها بموقع تويتر "والله ثم والله يا أبت من قتلك هو صديقك في الأمس "ع ع ص"، "هذا ما قرأته في عينيك عند موتك، وداعا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، رحيلك صعب علينا". وكان الانقلابيون قد أعلنوا وفاة هلال فورا في التفجير.
التحالف يتجنب المدنيين ويحرص على سلامتهم
دأب التحالف العربي لاستعادة الشرعية، منذ انطلاق عملية "عاصفة الحزم" في السادس والعشرين من مارس 2015 على تجنب استهداف الأحياء السكنية، أو الأماكن التي يوجد بها مدنيون، واستمرت قيادته في التشديد على ضمان عدم وقوع ضحايا مدنيين نتيجة للغارات مهما كانت الأسباب.
وأكد المتحدث باسم التحالف، اللواء أحمد عسيري، في أكثر من تصريح صحفي أن الأماكن المستهدفة من القصف يتم تحديدها بدقة قبل أن تقلع الطائرات باتجاهها، وأن مهام تلك الطائرات لا تتغير، حتى إذا تم اكتشاف وجود أهداف مغرية للتحالف، لضمان عدم وقوع ضحايا، كما أكد أن تحديد المواقع يخضع لعمليات تمحيص مشددة، يتم فيها التأكد من طبيعة الموقع، والأشخاص الموجودين فيه، والأهداف المراد تدميرها، وأن هناك شخصيات عسكرية رفيعة داخل غرفة عمليات التحالف هي التي تحدد الأهداف التي يتم قصفها والتي ينبغي تجنبها.
كما أشارت مصادر عسكرية إلى أنه لو كان التحالف يريد إنهاء الحرب وهزيمة الانقلابيين بأي ثمن لقام باستهداف ميدان السبعين الذي كان يوجد فيه في أحد الأيام المخلوع علي عبدالله صالح، وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام والقيادات العسكرية له، خلال المظاهرة الشهيرة، وكان بإمكانه كذلك تدمير مقر الاحتفال بإعلان ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، الذي شهدته قيادات جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، إلا أنه تم تجنب ذلك، حرصا على حياة المدنيين، وتمسكا بما ظلت تعلنه الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، بأن مقاتلات التحالف تراعي المعايير الأخلاقية في عملياتها، وتحرص على سلامة السكان المدنيين.
كما نفى خبراء عسكريون من الولايات المتحدة وبريطانيا في مناسبات عديدة ما ظلت تردده الجماعة الانقلابية عن استهداف التحالف للسكان المحليين في القرى والمدن اليمنية، وأكدوا اطلاعهم على سير العمل في غرفة عمليات التحالف، والآلية التي تدار بها العمليات، مشيرين إلى أنها تتطابق مع المعايير العالمية وتلبي الاشتراطات الدولية.
مغادرة نجل المخلوع والصماد تثير التساؤلات
أثار الخروج المفاجئ للقيادي الحوثي صالح الصماد، برفقة نجل المخلوع، خالد صالح، من القاعة الكبرى، قبل ربع ساعة فقط من حادثة التفجير التي وقعت أول من أمس، تساؤلات كثيرة، لاسيما بعد ورود معلومات تؤكد أن نجل المخلوع تلقى مكالمة هاتفية عاجلة، غادر على إثرها مسرعا، دون أن يقوم بوداع وزير داخلية التمرد، جلال الرويشان، الذي كان يستقبل ويودع المعزين في وفاة والده.
وأشارت مصادر إلى أن المغادرة المفاجئة للقياديين الانقلابيين تؤكد حقيقة واحدة، هي وجود علم مسبق بالحادثة، لاسيما أن المخلوع، علي عبدالله صالح، تغيب عن مقر العزاء، رغم ما أشيع عن أنه في الطريق، كما أثار تغيب قيادات الصف الأول في الجماعة الانقلابية عن مقر العزاء كثيرا من علامات الاستفهام، لاسيما أن العزاء كان مقاما على روح شخصية مرموقة هي شيخ قبيلة خولان، علي الرويشان، والد وزير الداخلية، الذي تردد أنه تلقى علما بوقوع الحادثة قبل وقت وجيز من حدوثها وكان يحاول مغادرة مقر العزاء، لذلك أصيب إصابات طفيفة في رأسه، بينما كان يخطو خارج القاعة.
ولم تستبعد المصادر أن تكون معلومة وقوع حادث تفجير قد تم تمريرها قبل دقائق معدودة من حدوثها، لضمان سلامة عدد من الشخصيات البارزة في التمرد، وهو ما يفسر غياب الشخصيات البارزة الرئيسية في طرفي الانقلاب، جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح.
واستشهدت المصادر بحالات مماثلة، قام فيها المخلوع بإخراج بعض قادته قبيل وقوع تفجيرات مماثلة، مشيرة إلى أنه قبل ارتكابه جريمة اغتيال الرئيس السابق إبراهيم الحمدي، أوعز إلى بعض الضباط الموالين له بمغادرة منزله، رغم أنه كان قد دعاهم قبلها لحضور مأدبة غداء أقامها على شرف الرئيس الشهيد.
وطالبت المصادر بإجراء تحقيق دولي مع المخلوع وجماعة الحوثيين الانقلابية، للوقوف على تفاصيل الجريمة ومحاسبة الذين يقفون خلفها، والاقتصاص لأهالي الضحايا، مشيرة إلى أن ما حدث سابقة خطيرة في المجتمع اليمني، الذي لم يشهد من قبل استهداف مقرات العزاء بهذه الصورة.
استشهاد عدد من عناصر الشرعية
بعث نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر رسالة عزاء إلى الرئيس هادي، عقب حادثة تفجير مقر العزاء، مؤكدا استشهاد عدد من أنصارالشرعية.
وقال الأحمر "تلقينا بأسى وحزن نبأ استشهاد عدد من أتباع وأنصار الشرعية في حادثة الصالة الكبرى بصنعاء، ونحن نترحم على أرواحهم لنعزي أنفسنا، ونعزي أسر وأقارب الضحايا".
كما تقدم الأحمر بالعزاء في وفاة عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالين للشرعية.
وقالت الرئاسة، إن الحادث الإرهابي يوضح أن لا حدود للإجرام الذي يمارسه طرفا الانقلاب في اليمن، وتوعدت بتقديم المذنبين والمتورطين إلى المحاكمة العادلة، وجددت تمسكها بالحل السياسي السلمي الذي يحقن دماء اليمنيين، ويضع حدا للأزمة في البلاد.
ودعت الرئاسة المجتمع الدولي إلى الضغط على طرفي الانقلاب، جماعة الحوثيين الانقلابية وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، للقبول بالمقترح الذي تقدم به المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كمدخل إلى إيجاد حل نهائي يحقن دماء المدنيين، على أساس القبول بالمرجعيات الثلاث المعتمدة، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، داعية إلى تغيير أسلوب التعامل مع الحوثيين، وممارسة ضغوط سياسية مشددة عليهم، وعلى الجهات التي تدعمهم.
التحالف يعزي ذوي الضحايا ويفتح تحقيقا
تقدمت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية بالعزاء والمواساة إلى عائلات الضحايا والمصابين في حادثة تفجير القاعة الكبرى، التي وقعت في صنعاء مساء أول من أمس، مؤكدة في بيان أن لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، وأضافت أن قواتها لم تنفذ أي عمليات جوية في العاصمة صنعاء وقت وقوع الحادث، وقال المتحدث باسم التحالف، اللواء الركن أحمد عسيري، في تصريحات صحفية "من الممكن التفكير في أسباب أخرى للقصف الذي حدث في صنعاء". وأضافت قيادة التحالف أنه سيتم إجراء تحقيق فوري، بمشاركة خبراء دوليين، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق.
كما أكد خبراء عسكريون أن بصمات الجريمة وطريقة تنفيذها تحمل بصمات الانقلابيين، الذين نفذوا من قبل جرائم مشابهة لتحقيق أهداف خاصة بهم، واتهموا بها قيادة التحالف، إلا أن صورا التقطتها الأقمار الصناعية أثبتت براءة التحالف من تلك الجرائم وتورط طرفي الانقلاب فيها، على غرار ما حدث في استهداف المنطقة التاريخية بوسط صنعاء، حيث استهدفت صواريخ حوثية بعض المباني التاريخية وادعت وقوف التحالف وراء الاستهداف، إلا أن التحقيقات أثبتت أن الميليشيات هي التي دمرت تلك المباني، بهدف التنقيب عن آثار تاريخية قديمة تحتها، كما أكد شهود عيان أن عناصر تابعة للحوثيين دأبت على الحفر أسفل تلك المباني، في ساعات متأخرة من الليل.
الخبر التالي : عمر الإنسان لن يتجاوز 125 عاما
الأكثر قراءة الآن :
هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)
رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !
منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه
بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة