من شاب بسيط يعمل لدى رجل الأعمال البورسعيدي عبدالوهاب قوطة، أحد قطبي ملاك مصانع الحديد في مصر قبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011، إلى نجم يسطع في سماء الإعلام.
تلك قصة الصعود الكبير لأحمد أبوهشيمة، رجل الأعمال المصري، بعد ثورة 25 يناير، الذي برز في مجالات الإعلام والأعمال والحديد.
ظهر أبوهشيمة بقوة في وسائل الإعلام لتمجيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والحكومة ومؤسسات الدولة، وإذا كان أحمد عز هو رجل عصر مبارك بحديده، فإن أبوهشيمة كما يبدو سيكون رجل عصر السيسي بالحديد أيضاً، ومعه الإعلام.
اللافت أنه كان لحبس أحمد عز، رجل مبارك المحتكر الوحيد لصناعة الحديد، الأثر الأكبر في انفراد أبوهشيمة بسوق الحديد، خاصة أن البنوك بدأت في مطاردة “آل قوطة” المنافس الآخر للحديد، للبحث عن قروضها.
أبوهشيمة، المولود في يناير 1975 في القاهرة، تخرج في كلية التجارة جامعة قناة السويس عام 1996، وكان يعمل خلال سنوات الدراسة الجامعية في المصرف العربي الدولي تحت التمرين، وبعد الدراسة بدأ العمل في تجارة الحديد، وأنشأ شركة لتجارة مواد البناء، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة حديد المصريين التي تأسست عام 2010.
أصبح أبوهشيمة ضمن 8 شخصيات مصرية تعد الأكثر تأثيراً في العالم من العرب وفقاً لتقرير نشرته مؤسسة “Arabian Business” عام 2013.
وجه إعلامي واجتماعي
حاول رجل الأعمال أبوهشيمة الظهور بوجه رجل الأعمال الاجتماعي الخيري في الفترة الأخيرة، توازيًا مع سيطرته على العديد من المؤسسات الإعلامية من جريدة “اليوم السابع”، لقناة ONTV، واتجاهه لتوسيع حصته من أسهم قناة “النهار”، وكذلك شراؤه أسهماً بقناة “الحياة”.
وكان ذلك بإعلانه الأسبوع الماضي عن مبادرة تسديد ديون بعض السجناء من الغارمين والغارمات، وحرصه على التصوير معهم ونشر تلك الصور في مؤسساته الإعلامية.
وانتقد العديد من رواد الشبكات الاجتماعية ذلك ووصفوه بأنه تشهير بالغارمات؛ لأنهن “استدنَّ وتعثّرنَ وسُجِنَّ في سرية، وتم فضحهنَّ عند الإفراج عنهن على أيدي الداخلية ورجل الاعمال”.
ومن ضمن الأنشطة الاجتماعية لأبوهشيمة أيضاً تنظيمه لحفل سحور بجامعة القاهرة تحت رعاية شركة “حديد المصريين” التي يمتلكها، ما أدى إلى موجة من الانتقادات بين طلاب الجامعة نتيجة تحويل مقر الجامعة الأكبر في مصر إلى مكان للدعاية السياسية والتجارية.
وكان رجل الأعمال أقام مؤسسة للأعمال الخيرية في مجال إعادة إعمار قرى الصعيد وتجهيز عدد من المدارس والمستشفيات وغيرها.
صعود أبوهشيمة منذ زمن مبارك
بدايات رجل الأعمال أبوهشيمة كانت غامضة، فقد كان يعمل لدى رجل الأعمال البورسعيدي عبدالوهاب قوطة، أحد مُلاك مصنعي الحديد في مصر، وكانت تربطه علاقة صداقة قوية بنجليه، حتى توترت علاقة أبوهشيمة بعائلة “قوطة”، ووصلت إلى المحاكم، وتبادلا الاتهامات بالتدليس ورفع الدعاوى القضائية.
ولمع نجم أبوهشيمة في تجارة الحديد المصري بعد امتلاكه ما يقرب من 7% من سوق الحديد، قبل ثورة 25 يناير، في حين بدأت البنوك تطارد آل قوطة، للبحث عن قروضها.
وكان اسم أبوهشيمة غامضاً للعامة، رغم أعمالة التجارية الواسعة حتى جاءت شهرته بزواجه من المطربة اللبنانية الشهيرة هيفاء وهبي، التي فتحت أول أبواب عالم الشهرة في وجه رجل الأعمال الشاب، قبل أن يتم الطلاق بينهما.
وبعد انفصال أبوهشيمة و هيفاء شرع في تكوين إمبراطوريته الإعلامية.
رجل جميع الأنظمة
يعد أول ظهور إعلامي قوي لأبوهشيمة بعد ثورة يناير خلال حكم المجلس العسكري، وسعيه إلى تقديم المساعدات من أجل دعم مصر، وبدأ سيطه ينتشر بسرعة، حتى أصبح اسمه يتردد على أنه ضمن رجال الأعمال الكبار الذين وقفوا إلى جانب مصر والشباب فى فترة الثورة وما بعدها.
وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي لم يختفِ أبوهشيمة من المشهد الاقتصادي بل لمع كأحد أهم وأكبر رجال الأعمال في مصر، وكان له تعاون اقتصادي مع رجلي الأعمال خيرت الشاطر وحسن مالك، وأصبح قريباً من دوائر الرئاسة، حتى شاع أنه ينتمي لجماعة الإخوان.
كما أنه كان ضمن لجنة تقصّي الحقائق التي شكّلتها وزارة المالية في السادس من فبراير/شباط 2013، لفحص الملف الضريبي لعائلة ساويرس، التي ضمت كلًا من: خيرت الشاطر وحسن عز الدين مالك، وممدوح سيد عمر رئيس مصلحة الضرائب، ومحمد عبدالرحمن رئيس قطاع مكافحة التهرّب الضريبي.
تقربه من السيسي
كانت أولى محاولات أبوهشيمة للتقرب من النظام الحالي التي أراد من خلالها إثبات أنه غير معنيّ بالإخوان بعد أحداث 30 يونيو/حزيران مباشرة، بشرائه صفحتين بجريدة “التايمز” البريطانية، لتوضيح الموقف في مصر، وأن ما حدث ثورة وليس انقلاباً عسكرياً، وأن السيسي أنقذ البلاد، وغيرها من مقولات الدعاية للنظام المصري وقتها.
واشترى أبوهشيمة “بانر” وضعه في أحد أشهر الميادين الأميركية، فقد تداولت الشبكات الاجتماعية الصورة التي وضعها في ميدان التايم بأميركا مرحباً بـزيارة السيسي، وكتب أبوهشيمة على الصورة عبارة: “الرخاء في مصر الجديدة”، كما اشترى مؤخراً عدة “بانرات” أثناء حضور الرئيس مؤتمر دافوس الاقتصادي بسويسرا وكتب عليها: “استثمر في مصر المستقبل”، في محاولة منه لكسب ودّ الرئيس.
وحرص أبوهشيمة على تمجيد السيسي في معظم تصريحاته الصحفية والإعلامية، ومنها: “السيسي بيموت نفسه عشان البلد.. ومصر هتبقى أد الدنيا”.
شنّ رواد الشبكات الاجتماعية حملة انتقاد ضد رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة في ظل ظهوره في أعماله الاجتماعية، وفضحه مَنْ يقوم بمساعدتهم أو دفع ديونهم للإفراج عنهم من السجن من خلال وسائله الإعلامية.
وشبّه بعض النشطاء أفعال أبوهشيمة بأحداث الفيلم المصري “مرجان أحمد مرجان”، بطولة النجم عادل إمام، الذي كان يمجّد أيضًا في الحكومة، ويحرص على الظهور في وسائل الإعلام بأنه رجل الخير والبر والمقرّب من المواطن البسيط.
تلك قصة الصعود الكبير لأحمد أبوهشيمة، رجل الأعمال المصري، بعد ثورة 25 يناير، الذي برز في مجالات الإعلام والأعمال والحديد.
ظهر أبوهشيمة بقوة في وسائل الإعلام لتمجيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والحكومة ومؤسسات الدولة، وإذا كان أحمد عز هو رجل عصر مبارك بحديده، فإن أبوهشيمة كما يبدو سيكون رجل عصر السيسي بالحديد أيضاً، ومعه الإعلام.
اللافت أنه كان لحبس أحمد عز، رجل مبارك المحتكر الوحيد لصناعة الحديد، الأثر الأكبر في انفراد أبوهشيمة بسوق الحديد، خاصة أن البنوك بدأت في مطاردة “آل قوطة” المنافس الآخر للحديد، للبحث عن قروضها.
أبوهشيمة، المولود في يناير 1975 في القاهرة، تخرج في كلية التجارة جامعة قناة السويس عام 1996، وكان يعمل خلال سنوات الدراسة الجامعية في المصرف العربي الدولي تحت التمرين، وبعد الدراسة بدأ العمل في تجارة الحديد، وأنشأ شركة لتجارة مواد البناء، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة حديد المصريين التي تأسست عام 2010.
أصبح أبوهشيمة ضمن 8 شخصيات مصرية تعد الأكثر تأثيراً في العالم من العرب وفقاً لتقرير نشرته مؤسسة “Arabian Business” عام 2013.
وجه إعلامي واجتماعي
حاول رجل الأعمال أبوهشيمة الظهور بوجه رجل الأعمال الاجتماعي الخيري في الفترة الأخيرة، توازيًا مع سيطرته على العديد من المؤسسات الإعلامية من جريدة “اليوم السابع”، لقناة ONTV، واتجاهه لتوسيع حصته من أسهم قناة “النهار”، وكذلك شراؤه أسهماً بقناة “الحياة”.
وكان ذلك بإعلانه الأسبوع الماضي عن مبادرة تسديد ديون بعض السجناء من الغارمين والغارمات، وحرصه على التصوير معهم ونشر تلك الصور في مؤسساته الإعلامية.
وانتقد العديد من رواد الشبكات الاجتماعية ذلك ووصفوه بأنه تشهير بالغارمات؛ لأنهن “استدنَّ وتعثّرنَ وسُجِنَّ في سرية، وتم فضحهنَّ عند الإفراج عنهن على أيدي الداخلية ورجل الاعمال”.
ومن ضمن الأنشطة الاجتماعية لأبوهشيمة أيضاً تنظيمه لحفل سحور بجامعة القاهرة تحت رعاية شركة “حديد المصريين” التي يمتلكها، ما أدى إلى موجة من الانتقادات بين طلاب الجامعة نتيجة تحويل مقر الجامعة الأكبر في مصر إلى مكان للدعاية السياسية والتجارية.
وكان رجل الأعمال أقام مؤسسة للأعمال الخيرية في مجال إعادة إعمار قرى الصعيد وتجهيز عدد من المدارس والمستشفيات وغيرها.
صعود أبوهشيمة منذ زمن مبارك
بدايات رجل الأعمال أبوهشيمة كانت غامضة، فقد كان يعمل لدى رجل الأعمال البورسعيدي عبدالوهاب قوطة، أحد مُلاك مصنعي الحديد في مصر، وكانت تربطه علاقة صداقة قوية بنجليه، حتى توترت علاقة أبوهشيمة بعائلة “قوطة”، ووصلت إلى المحاكم، وتبادلا الاتهامات بالتدليس ورفع الدعاوى القضائية.
ولمع نجم أبوهشيمة في تجارة الحديد المصري بعد امتلاكه ما يقرب من 7% من سوق الحديد، قبل ثورة 25 يناير، في حين بدأت البنوك تطارد آل قوطة، للبحث عن قروضها.
وكان اسم أبوهشيمة غامضاً للعامة، رغم أعمالة التجارية الواسعة حتى جاءت شهرته بزواجه من المطربة اللبنانية الشهيرة هيفاء وهبي، التي فتحت أول أبواب عالم الشهرة في وجه رجل الأعمال الشاب، قبل أن يتم الطلاق بينهما.
وبعد انفصال أبوهشيمة و هيفاء شرع في تكوين إمبراطوريته الإعلامية.
رجل جميع الأنظمة
يعد أول ظهور إعلامي قوي لأبوهشيمة بعد ثورة يناير خلال حكم المجلس العسكري، وسعيه إلى تقديم المساعدات من أجل دعم مصر، وبدأ سيطه ينتشر بسرعة، حتى أصبح اسمه يتردد على أنه ضمن رجال الأعمال الكبار الذين وقفوا إلى جانب مصر والشباب فى فترة الثورة وما بعدها.
وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي لم يختفِ أبوهشيمة من المشهد الاقتصادي بل لمع كأحد أهم وأكبر رجال الأعمال في مصر، وكان له تعاون اقتصادي مع رجلي الأعمال خيرت الشاطر وحسن مالك، وأصبح قريباً من دوائر الرئاسة، حتى شاع أنه ينتمي لجماعة الإخوان.
كما أنه كان ضمن لجنة تقصّي الحقائق التي شكّلتها وزارة المالية في السادس من فبراير/شباط 2013، لفحص الملف الضريبي لعائلة ساويرس، التي ضمت كلًا من: خيرت الشاطر وحسن عز الدين مالك، وممدوح سيد عمر رئيس مصلحة الضرائب، ومحمد عبدالرحمن رئيس قطاع مكافحة التهرّب الضريبي.
تقربه من السيسي
كانت أولى محاولات أبوهشيمة للتقرب من النظام الحالي التي أراد من خلالها إثبات أنه غير معنيّ بالإخوان بعد أحداث 30 يونيو/حزيران مباشرة، بشرائه صفحتين بجريدة “التايمز” البريطانية، لتوضيح الموقف في مصر، وأن ما حدث ثورة وليس انقلاباً عسكرياً، وأن السيسي أنقذ البلاد، وغيرها من مقولات الدعاية للنظام المصري وقتها.
واشترى أبوهشيمة “بانر” وضعه في أحد أشهر الميادين الأميركية، فقد تداولت الشبكات الاجتماعية الصورة التي وضعها في ميدان التايم بأميركا مرحباً بـزيارة السيسي، وكتب أبوهشيمة على الصورة عبارة: “الرخاء في مصر الجديدة”، كما اشترى مؤخراً عدة “بانرات” أثناء حضور الرئيس مؤتمر دافوس الاقتصادي بسويسرا وكتب عليها: “استثمر في مصر المستقبل”، في محاولة منه لكسب ودّ الرئيس.
وحرص أبوهشيمة على تمجيد السيسي في معظم تصريحاته الصحفية والإعلامية، ومنها: “السيسي بيموت نفسه عشان البلد.. ومصر هتبقى أد الدنيا”.
شنّ رواد الشبكات الاجتماعية حملة انتقاد ضد رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة في ظل ظهوره في أعماله الاجتماعية، وفضحه مَنْ يقوم بمساعدتهم أو دفع ديونهم للإفراج عنهم من السجن من خلال وسائله الإعلامية.
وشبّه بعض النشطاء أفعال أبوهشيمة بأحداث الفيلم المصري “مرجان أحمد مرجان”، بطولة النجم عادل إمام، الذي كان يمجّد أيضًا في الحكومة، ويحرص على الظهور في وسائل الإعلام بأنه رجل الخير والبر والمقرّب من المواطن البسيط.