قال خبيران في الشؤون العسكرية ان قرار دول مجلس الخليجي باعتبار "حزب الله" منظمة ارهابية، يعني أنه سيكون على "قائمة أهداف" التحالف الاسلامي متى بدأ عملياته العسكرية لمحاربة الإرهاب في سوريا والمنطقة.
لكن الخبيرين اللبنانيين اللذين تحدثا الى "الاناضول"، لم يربطا بين ذلك وبدء عمليات عسكرية ضد الحزب بالضرورة، وشددا على ان هذا القرار "سيربك" روسيا وتصنيفها الخاص للتنظيمات الارهابية.
وقررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحسب بيان نشر اليوم الاربعاء على الموقع الرسمي للأمانة العامة للمجلس، "اعتبار ميليشيات حزب الله، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة ارهابية".
وصرح الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني أن دول المجلس "اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها".
وأضاف أن "دول مجلس التعاون تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، والأعمال الاٍرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والانسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي".
واضاف انه "نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية". وقال مدير "مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري" (إينغما) والخبير العسكري رياض قهوجي، ان "هذا القرار يعني من الناحية العملية انه في حال بدأ التحالف الاسلامي عملياته العسكرية ضد "داعش" في سوريا والعراق فإنه لن يستثني مقاتلي "حزب الله" وسيجعل ميليشيات الحزب على قائمة اهداف التحالف الاسلامي".
وأضاف قهوجي انه "بهذا المعنى يأتي استهداف ميليشيات "حزب الله" ضمن قرار محاربة الارهاب، وسيقول عندها المسؤولون السعوديون لروسيا انه كما تقوم موسكو بضرب فصائل سورية معتدلة الى جانب داعش باعتبارها ارهابية سيكون هناك ضرب لحزب الله تحت هذا المفهوم نفسه ووفق تصنيف خليجي".
وأقر انه "ليس للقرار من تأثير مالي على حزب الله كون معظم العناصر المنتمية إليه، طردت خلال السنوات والاشهر الماضية من الخليج"، لكنه اوضح ان "الجديد في الموضوع ان اي شخص ينتمي الى حزب الله سواء كان عسكريا او له صفة رسمية (لبنانية) سيتم التعامل معه على انه شخص ارهابي".
وأصدرت 35 دولة منتصف كانون الاول/ ديسمبر 2015 من الرياض بياناً مشتركاً أعلنت فيه تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وهو الامر الذي اعلنه ايضا ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان في مؤتمر صحافي في العاصمة السعودية.
وقررت الدول الموقعة على البيان تأسيس مركز عمليات مشتركة مقره الرياض، لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب. واشارت الى أنه سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين.
من جانبه، قال مدير "مركز الشرق الأوسط للدراسات" العميد المتقاعد هشام جابر، ان هذا القرار "معروف ومنتظر ويأتي تماشيا مع السياسة السعودية التي تعتبر "حزب الله" العدو الاول، وهذا ما كان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله واضحا بشأنه في خطابه امس حين قال ان الحزب يقف في مواجهة السعودية وفي المحور المقابل لها".
واضاف جابر، انه "ليس لهذا القرار من اثر لوجستي على الحزب، وهو جاء كإعلان واضح ورسمي عن سياسة كانت تمارس اصلا بشكل غير معلن"، لكنه شدد على انه مع هذا القرار "صارت الحرب مكشوفة" بين الحزب ودول الخليج.
ورأى ان "حزب الله غير متضرر من العقوبات السعودية، بل لبنان كله وحلفاء السعودية في لبنان"، معتبرا ان "القرار مرتبط بالخيبة السعودية على الصعيد الاقليمي وتحديدا في اليمن".
لكنه اوضح ان "هذا القرار يضع حزب الله على قائمة الاهداف المحتملة للتحالف الاسلامي كونه صنّف ضمن المجموعات الارهابية"، وأردف "لكني لا ارى ان ذلك سيحصل على الارض، لأن هذا التحالف لن ينفذ عملياته العسكرية من دون موافقة الولايات المتحدة، ولا اعتقد ان الاخيرة ورغم تصنيفها للحزب كمنظمة إرهابية، ستسمح بضربه، فضرب حزب الله هو ضرب لإيران "، وأقر جابر في الوقت نفسه أن هذا القرار "سيحرج روسيا ويربكها لناحية وضع لوائح الارهاب في سوريا".
وأشار إلى أنه "جرى وضع ثلاث لوائح والاتفاق عليها بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، في سوريا"، واوضح ان "الاولى متفق عليها من الجميع وهي تضم النصرة وداعش كتنظيمين ارهابيين، كما يشمل الاتفاق اللائحة الثانية التي تضم الفصائل التي لا تعتبر ارهابية هي التي وافقت على الهدنة (في سوريا)".
واضاف انه يبقى هناك "لائحة ثالثة ما تزال قيد النقاش وتضم فصائل ما زال موقفها رماديا وهي قد تنضم الى النصرة (وتصبح ضمن اللائحة الاولى) او ستؤيد الهدنة (ستصبح ضمن اللائحة الثانية)".
واوضح جابر ان "القرار الخليجي سيضع حزب الله على اللائحة الثالثة وسيكون ورقة تفاوض مع روسيا". ودعا الى انتظار موقف الحكومة اللبنانية في هذا المجال، او ما اذا كان الرد سيكون من قبل "حزب الله" فقط.