تواصلت ردود الفعل اللبنانية عقب قرار السعودية بوقف تمويل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي أمس الجمعة 19 فبراير/شباط 2016، حيث تمنى رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أن تراجع الرياض قرارها، فيما اعتبره وزير الداخلية اللبناني الخبر الأسوأ، بينما حمّل سعد الحريري وسمير جعجع حزب الله مسؤولية الغضب السعودي.
رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، أعرب عن أسفه لقرار السعودية، معبراً عن أمله في إعادة الرياض النظر فيه، وقال "إننا تلقينا بكثير من الأسف قرار السعودية المفاجئ".
وأكد أنه ينظر إلى قرار السعودية باعتباره "أولاً وأخيراً شأناً سياديًّا تقرره وفق ما تراه مناسباً".
قد يعجبك أيضا :
وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، قال إن الخبر الأسوأ هو المراجعة الشاملة للسعودية ومعها الإمارات والبحرين في علاقاتها مع لبنان، لافتاً إلى أن القادم أعظم.
ودعا المشنوق رئيس الحكومة تمام سلام إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة السياسة الخارجية للبنان.
قد يعجبك أيضا :
المشنوق تساءل في بيان له: "هل الإصرار على مخالفة الإجماع العربي هدفه عزل لبنان عن محيطه العربي ودفعه إلى هاوية يصعب الخروج منها؟".
وعبر الوزير اللبناني عن أسفه "لاستمرار البعض في محاولات تحويل لبنان إلى سياسة بعيدة كل البعد عن تاريخه ودستوره وتتنكر لهويته العربية وتتناقض ومصالحه الوطنية، وتعرّض مستقبل أبنائه لأخطار كبيرة".
وأكد المشنوق مراجعة السعودية علاقتها بلبنان، بتضامن إماراتي وبحريني وخليجي، "هو أول الغيث"، قائلا إن "الآتي الأعظم، خصوصاً أنها المرة التي يواجه لبنان تحدياً مصيريًّا كهذا".
وتعجب الوزير اللبناني من تناسي البعض لما قدمته السعودية للبنان وقال: "هل ذاكرة البعض ضعيفة إلى هذه الدرجة، كي ينسوا دعم أشقائنا في الخليج خلال أحلك الظروف؟ وفي مقدمهم السعودية. هي التي لم تميز يوماً بين لبناني وآخر".
من جانبه حمّل رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، حزب الله مسؤولية خسارة لبنان لمليارات الدولارات. كما طالب جعجع الحكومة اللبنانية بالضغط على الحزب لعدم التعرض للرياض.
أما زعيم كتلة تيار المستقبل سعد الحريري، فقد عبر عن تفهمه الكامل لقرار السعودية ووصف سياسات لبنان الخارجية بالرعناء، والتي تضر بالشعب اللبناني، وكرر قوله في ذكرى تأبين والده رفيق الحريري الأسبوع الماضي "إن كل من يعتقد أن لبنان يمكن أن يتحول إلى ولاية إيرانية فهو واهم"، في إشارة إلى حزب الله اللبناني.
السعودية كانت أعلنت الجمعة أنها أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي اللبناني "نظرا لمواقف بيروت التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين" وهو القرار الذي دعمتها فيه الإمارات والبحرين.
وأكد مصدر سعودي مسؤول أن بلاده أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي بما قيمته 4 مليارات دولار، نظراً لما سمّاه "المواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات بين البلدين"، منتقداً عدم وقوف بيروت مع الرياض في المحافل الدولية، ورفضها إدانة الاعتداء على سفارة السعودية بإيران، مشيراً إلى ما دعاه بالمواقف السياسية والإعلامية التي يقودها "حزب الله في لبنان" ضد السعودية.