وتعيش تلك الوسائل الموالية للشرعية واقعا صعبا منذ أن توقفت كليا عن العمل خلال الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وقوات صالح على محافظة عدن جنوبي البلاد، وما زالت تواجه تحديات أمنية واقتصادية كبيرة بعد تحرير عدن.
ويرى صحفيون أن الحاجة لتفعيل هذه الوسائل الإعلامية تتعاظم، مع استمرار وسائل الإعلام التي سيطر عليها الحوثيون في العمل وتأليب الرأي العام ضد حكومة الرئيس هادي، حيث تواصل قناة اليمن بثها رغم إيقافها أكثر من مرة، وكذا إذاعة صنعاء، ووكالة سبأ، وتنتظم صحيفة الثورة أكبر الصحف الرسمية بالصدور.
أداة حرب
قد يعجبك أيضا :
ومن هذه المؤسسات مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة بعدن التي تصدر عنها صحيفتان يوميتان فضلا عن إذاعة وقناة عدن والإذاعات المحلية المتوقفة بمحافظات لحج وأبين وتعز وفرع وكالة سبأ في عدن.
وأضاف أن "عودة هذه الوسائل للعمل مجددا أمر غاية في الأهمية لكنه مرهون بالوضع الأمني واعتماد موازناتها التشغيلية التي توقف إرسالها من العاصمة صنعاء منذ يناير/كانون الثاني الماضي وأيضا إجراء بعض الترميمات للمباني التي تضررت جراء الحرب".
"إعلام قاصر"
وقالت -في حديث للجزيرة نت- إن وسائل الإعلام اليمنية تفتقد للوجود الحقيقي في المجتمع الذي يترجمه حجم التوزيع ومردود الإعلانات وهما الدخل المادي الذي يجعل لأي وسيلة إعلامية القدرة على الاستمرار، وبدونهما تتوقف عن الأداء.
وأضافت "الإعلام اليمني عموما أثبت خلال هذه المرحلة أنه إعلام قاصر في نظرته الإعلامية وتقييمه للأحداث، وأنه لا توجد لديه إستراتيجية ورؤية واضحة لما بعد الحدث، ولو من باب إذكاء الأمل لدى المجتمع بغد أفضل. وهنا الإشكالية في أن الإعلام كرس الصراع الحاصل والانقسام وتعامل مع الوضع العام على أنه لعبة سياسية".
صورة قاتمة
وقال في حديث للجزيرة نت "نحن كإعلام رسمي محسوب على الحكومة الشرعية نرى تقصيرا من الجهات المسؤولة التي خاطبناها أكثر من مرة لتوفير الدعم المالي، لكن رغم مرور خمسة أشهر لا تزال المؤسسات الصحفية مشلولة ولم يتم دعمها بالنفقات التشغيلية لاستئناف نشاطها".
وأضاف "هناك صحف ووسائل إعلام خاصة عاودت إصداراتها في عدن، ما يعني أن صوت السلطة الرسمية أصبح مفقودا بينما الصوت الآخر هو الحصري كمادة يومية للناس وهذا ليس في صالح استقرار الأوضاع واستتباب الأمن ومساعي وأهداف الشرعية".