شهدت العديد من المدن المصرية، يوم الجمعة، مظاهرات احتجاجية، تستنكر تعامل الحكومة مع أزمة الأمطار التي شهدتها تضرب أنحاء الجمهورية خلال الأيام الماضية.
وخرجت مظاهرات معارضة في القاهرة بمناطق “حلوان”، و”المعادي”، و”مدينة نصر”، وفي الجيزة بمناطق “العياط”، و”الصف”، و”الهرم”، وفي الإسكندرية في مناطق العجمي، والورديان، ومحرم بك، والعوايد، وأبو سليمان، والمنتزة، وسيدي بشر.
ودعا المتظاهرون إلى “الاصطفاف الثوري” من أجل عودة مكتسبات ثورة 25 يناير، ومقاطعة المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية التي ستجرى نهاية شهر نوفمبر الجاري، كما نددت المسيرات بتعامل الحكومة مع أزمة السيول التي ضربت خصوصًا الإسكندرية والبحيرة.
يأتي ذلك وسط دعوات مكثفة للنزول إلى الشوارع في الذكرى الرابعة لثورة 25يناير للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة التي يرى كثيرون أنها لم تتحقق إلى الآن، معربين عن استيائهم الشديد بسبب فشل النظام الحالي في تلبية المطالب التي خرجوا من أجلها قبل نحو خمس سنوات وفق ما افادت به صحيفة “المصريون.
وتم إطلاق صفحة “هنسقط الاستبداد 25 يناير 2016” والتي أعلن 27ألف شخص من خلالها مشاركتهم في تظاهرات 25يناير المقبل، بالإضافة إلى 25ألف مهتم، ويترقب الموقف من بعيد، وذلك بعد أيام قليلة من الدعوة بالصفحة. وتأتى الاستعدادات لذكرى ثورة 25يناير وسط حالة من السخط العام مع تزايد الاعتصامات والإضرابات خلال الفترة الأخيرة قبل أن يتوج بالعزوف غير المسبوق عن المشاركة في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.
وأعرب نشطاء وحركات ثورية عن استعدادهم للنزول والمشاركة فى هذه التظاهرات بعد استيائهم من الوضع الحالي وفشل النظام في تحقيق ما كان يتطلع إليه الناس.
وقال محمود عزت القيادي بحركة “الاشتراكيين الثوريين”، إن “أسباب نزول الناس للشارع في 25يناير 2011 متوفرة حاليًا وربما أقوى من أي وقت مضى، لأنه بعد مرور ما يقارب من 5أعوام على الثورة لم يتحقق شيء من أهدافها. وأضاف “النظام الحالي ينتقم من كل ما يمثل 25يناير”، مشيرًا إلى أن “قطاعات كبيرة من الشعب غيرت رأيها في النظام الحالي بعد كم المشاريع الوهمية والمشكلات الاقتصادية التي يعانى منها الشعب واتباع سياسة الاعتقال العشوائي بحق كل من يفكر في معارضة الدولة”.
وعن توقعاته لحجم المشاركة في المظاهرات المرتقبة، أوضح أن “درجة المشاركة ستكون جيدة، لكن لن ترقى لأكثر من ذلك بسبب حالة الإحباط الكبيرة بين الناس، كما أن القوى السياسية والحركات الثورية المتوقع مشاركتها ليس لها قواعد شعبية عريضة أو مؤثرة”.
ورأت الناشطة غادة نجيب، المنشقة عن حركة “تمرد”، أن “كل يوم يمر في وجود هذا النظام يدعونا إلى الرجوع للميدان والمشاركة في مظاهرات ذكرى يناير، لأننا نتجه وبقوة للهاوية بسبب السياسات الفاشلة المتبعة في إدارة الدولة”. وأضافت “الكذب كان هو الركيزة الأساسية التى كان يعتمد عليها النظام الحالى فى تسويق نفسه بداية من المشروعات الوهمية والوعود بتوفير حياة كريمة وحرية رأى، فى حين وجود أكبر عدد من المعتقلين السياسيين فى السجون المصرية”.
واعتبرت أن “الثورة مجرد فكرة فى الأذهان ولا تقمعها أى سلطة فى الدنيا، مستدلة بوقفات حملة الدكتوراه والماجستير وطلبة الثانوية العامة والموظفين. وعن توقعاتها لنسبة المشاركة فى المظاهرات، قالت نجيب إن “حجم المشاركة يعتمد فى الأساس على كسر حاجز الخوف لدى الناس والذى حاول النظام الحالى إيجاده من خلال قمعه لأى صوت مخالف”. وقال محمد نبيل، الناشط بحركة “6إبريل”، إن “دعوات النزول والتظاهر شىء مبشر، فى ظل وجود قبضة أمنية شديدة وقمع لكل صوت معارض بما يدل على أن فكرة الثورة مازالت موجودة ولن تقمعها مثل هذه الممارسات”، مضيفًا: “النظام الآن يعانى من ضعف شديد ويعيش حالة من التخبط الملحوظ نتيجة عدم قدرته على مواجهة المشكلات والتحديات التى تمر بها البلاد”.
وعن توقعاته لنسبة المشاركة، قال إنها “ستكون أكثر من ذكرى 25 يناير 2015وسبب ذلك الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها قطاع كبير من الشعب المصرى الذى تبين له بعد مرور أكثر من عامين على إزاحة حكم الإخوان من السلطة أن الوعود البراقة التى وُعد بها بحياة كريمة ومستوى معيشى أفضل ما كانت إلا كذبًا”.
فيما ذهب الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ “الأهرام” إلى أن “هذه الدعوات لا تثمر فى هذا الوقت وأن الشباب ليس لديه أى رغبة فى النزول للتظاهر بسبب الملاحقات الأمنية وحالة الإحباط التى مُنى بها قطاع كبير منهم”.
وأضاف “غياب الرؤية وعدم وجود اتفاق على أهداف محددة من التظاهر سيصب فى مصلحة النظام”، محذرًا من استغلال جماعة الإخوان ومناصريها لهذه الدعوات وتصدر المشهد وحصره على مطالب معينة تسعى الجماعة إلى تحقيقها.