يجمع مراقبون يمنيون على اقتراب معركة الحسم في مدينة تعز وسط البلاد وإنهاء حصار المدينة وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية، وأن الأيام القادمة ستشهد زخما في المعارك تنتقل خلاله المقاومة الشعبية والجيش الوطني من حالة الدفاع إلى الهجوم.
ومن وجهة نظر الصحفي محمد سعيد الشرعبي فإن ساعة الصفر باتت قريبة جدا، ومسألة تحرير المدينة مجرد مسألة وقت، وأكد أن "المقاومة والجيش الوطني يتقدمان في أغلب الجبهات خاصة بعد حصولهما على دعم التحالف الذي تقوده السعودية".
ورأى الشرعبي أن معركة تحرير تعز تعني تحرير محافظتي إب والحديدة وحتى ذمار، و"لهذا ترمي مليشيا الحوثي وصالح بكامل ثقلها في تعز".
وكانت نحو عشر ناقلات جنود -بينها ثلاث مدرعات وأسلحة وذخائر- قد وصلت إلى محافظة تعز الأسبوع الجاري عبر طرق جبلية وعرة من محافظتي عدن ولحج.
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد سمير الحاج وصول التعزيزات العسكرية إلى جبهتي جبل صبر والضباب في محافظة تعز، والتي شملت عشر ناقلات جنود ومدرعات حديثة.
وشدد الحاج على أن وصول التعزيزات العسكرية يمثل خطوة أولى لفك الحصار عن تعز التي عانت على مدى أكثر من ستة أشهر من حصار وقصف مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
معركة مصيرية
إلى ذلك، قال الباحث السياسي فيصل علي إن "التحركات على الأرض في تعز تلفت الانتباه إلى وجود عمل عسكري منظم ومدعوم من دول التحالف العربي، خاصة بعد إرسال سلاح نوعي وسلاح ثقيل إلى المقاومة، وهذا يدل على أن خطة تحرير تعز بدأت".
وأضاف للجزيرة نت أن "معركة تعز مصيرية في سياق دحر مليشيات الحوثي وصالح، وبعدها سيتم تحرير بقية المحافظات بشكل سريع وستسقط العاصمة صنعاء تلقائيا، وحتى لو وقعت فيها معركة فستكون لصالح المقاومة والجيش الوطني".
ووفق الباحث، فإن "المفاوضات مع مليشيا الحوثي ستكون صورية بعد تحرير المدينة، حيث سيسلم الحوثيون أنفسهم وسلاحهم مقابل السماح لهم بالبقاء دون أدوار فاعلة في المجتمع ولا في الدولة".
كما ستقرر معركة تحرير تعز مصير اليمن الاتحادي، لموقعها الإستراتيجي في الوسط بين الشمال والجنوب، ولقربها من مضيق باب المندب جغرافيا وإداريا الذي حررته المقاومة، كما أنها تمتاز بالثقل السكاني الأكبر في البلد، فضلا عن أن جهاز الدولة البيروقراطي معظمه من المدينة.
توسع القتال
في المقابل، يعتقد مدير مركز الرصد الديمقراطي بصنعاء عبدالوهاب الشرفي أن "الحسم في معركة تعز مسألة غير ممكنة لأي طرف، وإنما سيتوسع القتال وتحدث زيادة في القتل والخراب والاحتقانات والأحقاد المجتمعية، وفي الأخير لن تحل مسألة تعز إلا ضمن حل قضية اليمن ككل".
ووفق الشرفي، فإن محاولة التحالف لدعم المقاومة في تعز وتحقيق حسم بالمعركة "سيكون عبر التقدم من البحر بقوة يمنية مدربة مدعومة بالقوات التي جرى استقدامها إلى عدن، ومنها القوة السودانية".
وبشأن معركة العاصمة المرتقبة بعد تحرير تعز أعرب الشرفي عن اعتقاده بأن "صنعاء حتى هذه اللحظة ليس ثمة خطر عليها إلا من سلاح الجو، وهناك مراحل قتالية كثيرة وصعبة حتى الوصول إليها".