احد الناجين من مجزرة التواهي .. ابد استعداده للحديث عن المجزرة لكنه اشترط اخفاه وجهه .. الحوثيين سيقتلوننا.
قررنا الخروج بعد معيشة صعبة للغاية .. لا يتحملها انسان. انقطاع الماء . انقطاع الكهرباء .. حاصرونا في كل مكان.. كنا نتغذى مكررونا ونتعشى بسكويت .. قررنا في النهاية بعد ان زاد الضرب و وصلت الشظايا للبيت.. قررنا الخروج من البيت والنزوح علشان ننجي بحياتنا .
وفي الصباح قمنا بتجهيز الاغراض التي سوف نأخذها معنا . وبعد ذلك مشينا سيرا على الاقدام مسافة طويلة حتى وصلنا الميناء.
وكان هناك ناس كثير في لسان الرصيف وهو ضيق وممكن من الزحمة يسقط الشخص الى البحر فجلسنا في الرصيف.
وجاء القارب الاول يأخذ الدفعة الاولى من النازحين ونحن تقدمنا الى الامام مع عائلتنا في انتظار القارب الثاني ليأخذ نحن .
يوجد في عرض البحر جزيرة صغير وفيها بيت قديم شاهدناه قذيفه تصيبه شعرنا بقلق .
ثم كان هناك ضربه ثانية في البحر واخرى ايضا في البحر قريب منا كأنه يوجد احد “استطلاع” ويراقبنا ويعطي للحوثين مواقعنا بدأت النساء والاطفال في الصراخ والقلق .
فجئت الضربة الاخيرة في مقدمة الرصيف وانتشرت الشظايا في المكان اصبت في كتفي وسببت لي كسر في العظم .
حصلت مجزرة وشعرت بنفسي امشي فوق بشر ولحم دون ان احس, امتزج البحر بالدم واصبح لونه احمر خرجت دون شعور الى خارج الرصيف ثم عدت بحثا عن زوجتي .
وكنت اصيح وسط صراخ ووجع الاخرون مناديا زوجتي لم اجدها بين اكوام المصابين والميتين حتى سمعت صوتها يناديني .
فزحفت نحوها في طريق شاهدت زوجة صهيري حاملة في الشهر الثالث ميته ” اشلاء ” وشهدت صهيري يده مقطعة وشهدت صهيري الاخر مصاب لم اقدر اعمل شيئا .
اخذت زوجتي وابن صهيري عمره سنتين ونصف لكنه مات ثقبت شطيه اذنه وخرجت من الاذن الثانية وعندما خرجنا بعيد من الرصيف. لفت للخلف كان المنظر مخيفاً شاهدت جثت النساء تملئ الرصيف .