يروي المقيم اليمني أبوحمد قصة تشرد أبنائه المعاقين نتيجة العدوان الذي تشنه قوات المخلوع صالح والميليشيات المتمردة الحوثية والتي لم تفرق همجيتها بين معاق أو غيره، والتي ليس لها هم إلا القصف والتدمير والتشريد.
يقول أبو أحمد إن عائلته خرجت من منزلهم في مدينة تعز خوفًا من القصف الذي تشنه عصابات الحوثي والمخلوع صالح على أحياء المدينة بين الفينة والأخرى وأردف أبو أحمد أن خروجهم ليس غريبًا فعصابات الحوثي والمخلوع صالح شردت الكثير من أبناء تعز واليمن ولكن المفارقة هي أن أربعة من أبنائه جميعهم معاقون نتيجة إصابتهم بمرض وراثي يدعى ضمور العضلة تسبب فيه زواجه من إحدى قريباته ولم يستطع علاجه لقلة ذات اليد.
وتساءل أبو أحمد عن ماذا قدم صالح وأعوانه لأبنائه وأمثالهم في اليمن، على الرغم من حصولهم على شهادات عليا، في الطب والهندسة، غير التشريد والخوف والجوع؟!
أما عن كفاح أبنائه فيقول أبو أحمد إنه خرج للمملكة لطلب الرزق بعد أن حصل على وظيفة بإحدى الشركات بمدينة الرياض استطاع من خلالها تأمين كرسيين لاثنين من أبنائه الأربعة المعاقين والذي لم تمنعهم تلك الكراسي من مواصلة دراستهم حيث منحهم الله عقولاً تزداد نضجًا وذكاءً مع ازدياد إعاقاتهم الجسدية، حيث واصل أبناؤه دراستهم على الرغم من قساوة الحياة وصعوبة العيش وقلة ذات اليد حيث تخرج ابنه الأكبر مهندسًا بعد تخرجه من كلية الهندسة عام ٢٠١٣ وتخرجت الابنة الكبرى من كلية الطب (طب بشري) في 28 / ٤ / 2015م.
وأردف أبو أحمد أنه ولتميز ابنته أسندت كلمة الخريجات لها لكونها الأجدر بهذه المهمة لتقف بكل شموخ على كرسيها المتحرك أمام حشد كبير فألقت كلمة أجهش لها الحضور بالبكاء.
وتابع أبو أحمد أن ابنته الدكتورة إلهام مصممة على مواصلة الدراسة والبحوث حتى يتحقق لها حلمها الأعظم، وهو أن تكتشف علاجًا لمرضها ومرض إخوانها ومن هو على شاكلتهم في العالم ولكن اصطدمت بالعدوان الحوثي الذي لا هم له إلا قتل الأبرياء وقتل الطموح.
من جانب آخر أكد إمام وخطيب جامع العقارية بالعليا بمدينة الرياض أحمد بن مسفر المقرحي، معاناة أبو أحمد وحاجة أسرته إلى من يوفر لهم الحياة الكريمة، ويمدهم بمقومات الحياة الأساسية، ويعينهم على مواصلة البحث وطلب العلم.