قالت صحيفة «رأي اليوم» أن مؤتمر جنيف يمكن أن يحقق إنجازا واحدا وهو الاتفاق على هدنة تستمر طوال شهر رمضان تلتزم فيها جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، والسماح بوصول مواد الإغاثة، وهي هدنة إذا تم إعلانها ستصب حتما في مصلحة الشعب اليمني، ولم تستبعد الصحيفة أن يكون التحالف الحوثي وصالح أبرز المستفيدين منها، لأنها ستتيح لهم مساحة لإعادة التموضع عسكريا وسياسيا، والتقاط الأنفاس.
وأضافت الصحيفة أن تحالف «الحوثي وصالح» يريد أن يحقق إنجازا سياسيا أكبر من أي انجاز عسكري آخر على الأرض، وهو إطالة أمد الازمة، بحيث تصبح حكومة الرئيس «عبد ربه منصور هادي» ”الشرعية“ ”حكومة منفى“، أو بالأحرى حكومة تمثل المعارضة. ويبدو أن هذا المخطط حقق بعض النجاحات في هذا الصدد، حيث تخلت حكومة الرئيس «هادي» عن كل شروطها السابقة للمشاركة في مؤتمر جنيف مثل الإصرار على أن تكون تحت مظلته واشتراط عودته إلى صنعاء، وانسحاب جميع القوات الحوثية من العاصمة وعدن والمدن الأخرى، وتسليم جميع أسلحتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأيام الاخيرة شهدت تصعيدا إقدام تحالف «الحوثي وصالح» على استخدام صواريخ «سكود» بعيدة المدى، وذات القدرات التدميرية العالية في الحرب، واستهدافها قاعدة الأمير خالد الجوية العسكرية في مدينة خميس مشيط السعودية الأمر الذي تعتبره السلطات السعودية خطا أحمر، لا يمكن أن تتسامح فيه، علاوة على شن التحالف نفسه هجوما موسعا في عمق الأراضي السعودية استخدمت فيه الدبابات والمدرعات يوم السبت.
وأكدت الصحيفة أن كل طرف في هذه الحرب يحاول أن يحقق مكاسب على الأرض قبل انطلاق محادثات جنيف، ولكن هذا الافتراض يقوم على أساس أن هذه المحادثات ستنتهي بحل سياسي، وهذا أمر تستبعده «رأي اليوم» بسبب تعقيدات الأزمة اليمنية أولا، وعدم نجاح جولتين من الحوار السوري في جنيف قبلها.