يمن برس - وكالات : في الوقت الذي ساد فيه الهدوء شوارع قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي بعد توصل حركتي حماس وفتح الى اتفاق على التهدئة، ورغم بعض الخروقات من الجانبين الا ان العقلاء في الحركتين حافظوا على استمرار حالة التهدئة وعدم الانجرار الى فئة تريد ادخال الاراضي الفلسطينية في فوض وفلتان أمني مما قد يشعل حربا أهلية.في هذه الأثناء اتهمت حركة حماس دولا عربية لم تسمها بإدخال أسلحة ومعدات قتالية إلى ما يُعرف بالتيار الانقلابي في حركة فتح، الذي يسعى إلى جر الساحة الفلسطينية إلى حرب أهلية واقتتال داخلي، من قِبل وعن طريق دول عربية. وقالت الحركة، في بيان تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه: "فوجئنا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بدخول شحنة أسلحة عبر معبر كرم أبو سالم عن طريق الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، وعلمنا بأن هذه الشحنة من الأسلحة أرسلت من إحدى الدول العربية".كما طالبت "حماس" في بيانها الدول العربية القريبة والبعيدة أن "توقف إدخال أي أسلحة تهدف إلى تقوية طرف على طرف آخر في ساحتنا الفلسطينية". وكانت شاحنات، محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري، قد وصلت الليلة الماضية إلى قطاع غزة، حيث تم تفريغها في موقع أنصار الأمني، التابع لرئيس السلطة الفلسطينية، لا سيما في الوقت الذي عيّن الأخير محمد دحلان، الذي يشار إليه باعتباره أحد أبرز قادة التيار الانقلابي.وتُعد هذه الشحنة جزء من دفعات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري وصلت إلى كل من قطاع غزة والضفة الغربية، ومن التي ستصل خلال الفترة القريبة القادمة إلى الأراضي الفلسطينية لصالح حرس الرئاسة، كما وعدت الولايات المتحدة الأمريكية عباس بذلك. مصر تنفي .. ******في غضون ذلك نفى رئيس الوفد الأمني المصري المتواجد في الأراضي الفلسطينية اللواء برهان جمال حماد نفيا قاطعا صحة ما أوردته بعض مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام الفلسطينية من أن مصر أدخلت أو سمحت بادخال شحنات أسلحة أو أي نوع من العتاد الحربي أو الذخائر إلى أحد طرفى الصراع الدائر حاليا في قطاع غزة بين حركتى فتح وحماس.ووصف حماد هذا الكلام بأنه كاذب جملة وتفصيلا وأن من يردده يرغب في توتير الساحة الداخلية الفلسطينية ودفع حركتي فتح وحماس للدخول في سباق تسلح حتي تتفجر أعمال العنف مرة اخري وهو شيء لن يستفيد منه أي طرف فلسطيني.وأوضح أن الشحنات التي دخلت إلى الأراضي الفلسطينية عبر الأراضي المصرية كانت عبارة عن قوافل للمساعدات والأغذية قادمة من مصر وبعض الدول كمنح غذائية وطبية وليس كسلاح وعتاد كما يروج محترفو الوقيعة بين أبناء الشعب الفلسطيني.وأكد أن سياسة مصر تخالف تماما ما توحي به تلك الأنباء المغرضة إذ انها تلتزم الحياد في الصراع الدائر بين حركتي فتح وحماس وتعمل من أجل المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ولافرق عندها بين هذا الطرف أو ذاك.صمود الهدنة رغم الخروقات .. *****************على صعيد آخر استمر صمود اتفاق وقف الاقتتال في غزة اليوم الخميس و لليوم الثالث على التوالي رغم بعض الخروقات. وأعلن المكتب المشترك المنبثق عن لجنة المتابعة العليا والمكون من خمس فصائل فلسطينية أنه في حالة انعقاد ومتابعة دائمة لحركتي فتح وحماس، وذلك لضمان الإسراع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الحركتين وخاصة الإفراج عن المختطفين من الطرفين، مؤكداً أن هذه المهمة قد أنجزت بالكامل. وأوضح المكتب المشترك خلال مؤتمر صحافي بمدينة غزة، أمس، أنه باشر العمل لترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية، والعمل على إعادة تفعيل الحوار الوطني على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وذلك إثر إعلان الاتفاق بين الحركتين.وأشار في بيان صدر عنه وتلاه عبدالحكيم عوض ممثل حركة فتح، إلى أنه في حالة انعقاد ومتابعة للطرفين ( فتح وحماس) بما يسرّع في تنفيذ بنود الاتفاق المشترك الأخرى، وبخاصة وقف كل أشكال العنف والتحريض والحملات الإعلامية المتبادلة بين الحركتين، وبما يحول دون استفادة أية أطراف موتورة أو معادية لشعبنا من المناخات السلبية التي رافقت الأحداث المؤسفة الأخيرة.وأكد ضرورة الإسراع في سحب المسلحين من الشوارع، وإزالة الحواجز، وعودة قوات الأمن كافة إلى مواقعها، وقيام الحكومة بمسؤوليتها في حفظ الأمن والنظام العام وسيادة القانون. كما أكد على ضرورة الإسراع في تشكيل وانعقاد غرفة العمليات المشتركة للأجهزة الأمنية لضمان تنفيذ الاتفاق.استشهاد مقاومين واعتقالات ومداهمات في نابلس .. *****************في هذه الأثناء استشهد ناشطان من كتائب شهداء الأقصى في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال وقع فجر اليوم الخميس في البلدة القديمة من نابلس شمال الضفة الغربية، وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية الفلسطينية من الوصول إليهما وقامت باحتجازهما لفترة طويلة مما أدى لاستشهاد عامر كلبونة 21 عاما ، ووائل عوض21.وقال شهود عيان أن قوات كبيرة من الجنود اقتحمت عدة منازل بينها منزل الشهيد هاني عويجان وقامت بتفجيره ، ومنزل أبو محمد مرعي بنفس المنطقة، كما توغلت قوة أخرى في شارع حطين بالمدينة.ونعت مجموعات فارس الليل في كتائب شهداء الأقصى الشهيدين وأعلنت مسؤوليتها عن تفجير العبوات بآليات الاحتلال. وقد توغلت آليات عسكرية في مخيم بلاطة شرقي نابلس واعتقلت الشاب محمد بديع قرعان21 عاما. من ناحية اخرى نفذت قوات الاحتلال ،الليلة الماضية، عملية حربية خاطفة في مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية)، اختطفت خلالها ناصر جوابرة (32 عاماً) القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وزوجته التي أصيبت في العملية. وأفادت مصادر محلية إن قوة صهيونية خاصة توغلت في منطقة شارع الاتحاد بالجبل الشمالي بنابلس تبعتها قوات إضافية من الجيش، مدعومة بعدد من العربات العسكرية، وحاصرت منزل جوابرة وشرعت بإطلاق النار باتجاهه، مما أدى إلى إصابة زوجته وطفلة أخرى بجراح مختلفة.يذكر أن جوابرة مطلوب لقوات الاحتلال منذ مدة وهو شقيق الشهيد أسامة جوابرة أحد قادة "كتائب شهداء الأقصى"، الذي اغتالته قوات الاحتلال في بداية انتفاضة الأقصى بتفجير هاتف عمومي داخل البلدة القديمة بمدينة نابلس.