أكد محللان لبنانيان أن الجهود التي تبذلها المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي في دعم حوار وطني بين الأطراف اليمنية أمر بالغ الأهمية لتحصين شرعية اليمن وإنقاذه من التفتت بعدما بات واضحا التدخل الإيراني المباشر وغير المباشر في شؤون المنطقة.
المحلل السياسي الدكتور جورج علم وفي تصريح خاص لـ«عكاظ» قال: إن دعوة المملكة العربية السعودية الأطراف اليمنية إلى التحاور في الرياض أمر بالغ الأهمية على صعيد إعادة الاستقرار لليمن ورفض الانقلاب على الدولة ونأمل أن يتجاوب الحوثيون مع هذه الدعوة بعدما رفضوا المشاركة في السابق.
وتابع قائلا: العودة إلى المبادرة الخليجية ومدونات التفاهمات التي تمت نتيجة الحوارات السابقة أمر بالغ الأهمية فبوادر الحل موجودة لكن المهم أن تكون هناك نوايا صادقة لدى الحوثيين للتجاوب مع هذه الحلول لأن الأزمة اليمنية مرشحة للمزيد من التفاقم ذلك ان هناك تداخلا في المشهد اليمني ونوايا غير صادقة عند البعض لإدخال اليمن في منعطفات خطيرة.
من جهته، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية الدكتور سامي نادر أشار لصحيفة «عكاظ» إلى أن مؤتمر الرياض سيعمل على احداث التوافق بين الأطراف اليمنية ودعم الشرعية في اليمن بعدما بات جليا التحرش الإيراني بالشؤون اليمنية، والجهود التي تبذلها المملكة في هذا المجال هي بهدف تحصين شرعية اليمن وإنقاذه من التفتت، فإذا بقيت الشرعية مقودة ولم تلق الدعم فهذا معناه انجرار البلد إلى حرب أهلية ستؤثر على سائر دول المنطقة، وأعتقد ان اجتماع الرياض سيساهم في تحصين شرعية اليمن والتأسيس لحل مستدام في المنطقة.
وأضاف الدكتور سامي: الانقلاب بواسطة السلاح على مشروع الدولة يؤدي إلى صعود التطرف لأن سياسة الحرب تقول ان السلاح يقابل بالسلاح. لذلك من الضروري إعادة دعم مشروع الدولة إضافة إلى تشجيع الحوار والأخذ بعين الاعتبار المطالب لكافة المكونات بعيدا عن تدخل خارجي تكون نتيجته المزيد من التفتت والمزيد من الحروب.
وختم الدكتور نادر: حل الأزمة اليمنية عبر الحوار هو خيار لا بد منه ولو أخذ بعض الوقت ولا ننكر أن الأمور في اليمن معقدة نظرا للتدخل الإيراني العسكري المباشر ونخشى ان تصبح اليمن معقلا وملجأ للتنظيمات الإرهابية الخارجية والتي لا تفتأ تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في الأزمات التي تعصف بالمنطقة لتوهم الآخرين أنها حريصة على استقرار العالم لكنها هي بنفسها من يستجلب الإرهاب.
