تزدحم محافظة صعدة بالأفارقة من الصوماليين والإثيوبيين، كما تزدحم بتجارة السلاح والمخدرات، من قبل مافيا الحوثي التي تجند هؤلاء الأفارقة وأطفال المحافظة التي هجرها أبناؤها الأصليون، للعمل في هذه التجارة، ما حولها إلى سوق مفتوحة ورائجة على المستوى المحلي.
وكشفت جولة، لصحيفة «عكاظ» السعودية، أن ثمة ارتباطا وثيقا بين التواجد الأفريقي والصراع الدائر في مديريات صعدة والتجارة المزدهرة للسلاح والمخدرات أو ما يعرف بـ«الذهب الأحمر»، وأيضا التهريب إلى خارج اليمن برا.
وقبل أن تستكمل «عكاظ» مشاهداتها للواقع في المناطق الأخرى داخل صعدة وصولا إلى المديريات الحدودية التي تزدحم بالأفارقة وتشهد ازدهارا لأسواق السلاح في رحلتها نحو المجهول داخل دولة الصراعات الإيرانية، نستعرض أولا خطوط التهريب التي تسلكها عصابات المافيا الحوثية الإيرانية، وارتباط التواجد الأفريقي بعملية التهجير والمضايقات والاعتقالات والاغتيالات التي تشهدها مناطق صعدة من قبل جماعات الحوثي، فتجارة المخدرات في صعدة هي الوحيدة التي لا سوق لها ولكنها تتداول بشكل خفي وممنهج واحيانا تصرف للقيادات الميدانية.
صعدة التي كانت لها مكانتها لدى التجار الرحل القادمين بتجارتهم في رحلتي الشتاء والصيف من عدن نحو الشام، إذ كانت موطن استراحة ومركز تزود غذائي وفكري وحضاري لهم، أصبحت اليوم ممرا لتجارة المخدرات التي تصدر عبر البحر من عدة دول، وعبر عدد من المواقع والمناطق البحرية (الخوخة، البرح، وميناءي ميدي والمخا) إلى جانب المراكز التي استحدثت مؤخرا في شبوة والمهرة لشحنها وإيصالها إلى هناك.
مسؤولون أمنيون قالوا لـ«عكاظ»: إن السلطات قبضت على نحو 95 % من تجار المخدرات والهيروين ومهربي البشر من صعدة والذين تربطهم علاقة قوية بالحوثيين الذين كانوا دائما يهددون المسؤولين الأمنيين.
وأفادت المصادر ان الحوثي ظل طيلة السنوات الماضية يعمل جاهدا للسيطرة على محافظة حجة كمنطقة بحرية بهدف تهريب السلاح والمخدرات كونها في نظره تجارة رابحة لتحقيق أهدافه في السيطرة على العاصمة صنعاء، وهو ما أكده خبراء معنيون بالتهريب، بأن الحوثي يملك عصابة تهريب كبيرة وتمكن من تحقيق مكاسب مادية كبيرة.