أبدى مراقبون وناشطون بصنعاء خشيتهم من وقوع مصادمات يوم 18 مارس الذي من المقرر أن تشهد فيه العاصمة اليمنية تظاهرة مليونية في الذكرى الرابعة لمجزرة "جمعة الكرامة" التي سقط فيها 51 قتيلاً ومئات الجرحى والمصابين في صفوف المحتجين آنذاك ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وعلمت "العربية.نت" من مصادر مطلعة أن القوى المناوئة لجماعة الحوثي المسلحة تعتزم تنظيم مسيرة مليونية بصنعاء يوم الأربعاء إحياء لتلك المناسبة وأيضاً للتعبير عن الرفض للممارسات التي تقوم بها جماعة الحوثي وانقلابها على الشرعية وسيطرتها على المؤسسات بقوة السلاح. ونوهت المصادر إلى أن التظاهرة المرتقبة سترفع شعارات للمطالبة باستعادة مؤسسات الدولة وإخراج ميليشيات الحوثي من العاصمة وكافة المدن التي سيطرت عليها.
وفي هذا السياق أطلقت حملة "من أجل وطن آمن" مناسبة خاصة بالذكرى الرابعة لمذبحة "جمعة الكرامة" التي استشهد فيها 51 شاباً ومئات الجرحى والمصابين من شباب "ثورة 11 فبراير" ظهيرة 18 مارس 2011.
وأوضح الناشط الشبابي محمد سعيد الشرعبي أن الحملة قد وجهت الدعوة لمختلف المكونات الشبابية والمدنية ولكافة المواطنين بصنعاء إلى المشاركة بكثافة في إحياء الذكرى الـ4 لمذبحة "جمعة الكرامة" وفاء للشهداء، وتأكيداً على استمرار الثورة السلمية.
ولفتت المصادر إلى أن ما يثير المخاوف من وقوع مصادمات ينبع من كون التحشيد الذي بدأته القوى المناوئة للحوثيين في إطار سلمي وحق مكفول، يقابله تحشيد مضاد من جانب الحوثيين الذي وضعوا مسلحيهم ومناصريهم في حالة تأهب لقمع تلك التظاهرة المرتقبة وتفريقها بشتى الوسائل.
ومنذ اجتياحها للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام المنصرم وتمددها في عدد من المحافظات وصولاً إلى إكمال مخططها الانقلابي في 18 يناير الماضي عبر مهاجمة دار الرئاسة والقصر الجمهوري وإجبار رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء على تقديم استقالاتهم في 22 من ذات الشهر ووضعهم تحت الإقامة الجبرية, دأبت جماعة الحوثي على قمع أي تظاهرات مناوئة لها وتفريقها بالقوة عبر إطلاق الرصاص الحي واختطاف الناشطين والإعلاميين.
وفي تعليق لـ"العربية.نت"، أبدى المحلل السياسي كامل مدهش تعجبه من الممارسات القمعية التي يقوم بها الحوثيون، متسائلاً: "كيف تسمح جماعة لنفسها بقمع الاحتجاجات السلمية وتكميم الأفواه الناقدة لممارساتها وهي التي ظلت تشتكي لسنوات من مظلومية الحرب التي شنها عليها النظام السابق ونصبت في 2011 خيام اعتصاماتها جنباً إلى جنب مع المعتصمين من مختلف التيارات اليمنية التي ناهضت النظام السابق؟".