أصبح الملل والجمود، ميزتين طاغيتين على أداء القنوات اليمنية، إضافة إلى الرتابة. ويتساءل اليمنيون: ما الذي يمكن أن تضيفه قناة "بلقيس" الجديدة التي تترأس مجلس إدارتها حائزة جائزة "نوبل للسلام" الناشطة توكل كرمان؟
فمنذ 11 فبراير/شباط الحالي، الذكرى الرابعة للثورة السلمية اليمنية، بدأت القناة، منذ يوم اطلاقها، في إرباكات البث التجريبي على النايل سات بتردد 11526 | أفقي، معدل الترميز: 27500 | 3/4. وتوكل كرمان معروفة بانتمائها الإخواني ولحزب "الإصلاح" الإسلامي و"ثورة فبراير"، وعرفت بآرائها الناقدة والصِدامية مع نظام علي عبدالله صالح. وبحسب مصدر مقرب، تأتي قناة "بلقيس" التي تأمل الدخول في حلبة المنافسة، في وقت تتصاعد فيه الثورة المضادة، بحسب ما ترى كرمان.
ولعل اختيار القناة تركيا مقراً لها، باعتبارها مكاناً آمناً لإبراز خطاب القناة، يعود بشكل رئيس الى امتيازات الجنسية التركية التي حصلت عليها كرمان في العام 2012، مع كافة أفراد أسرتها، اضافة الى علاقتها مع السلطة. إذ قال وزير الخارجية التركي حينها، أحمد داوود أوغلو، بأنه يفخر بكرمان "لأنها من أوائل الذين حملوا مشعل الحرية والديموقراطية في العالم العربي وقد مُنحت الجنسية تكريماً لها وللدور الذي قامت به من أجل اليمن".
وفي ظل الرتابة التي تطغى على المشهد اليمني، ومشاكل الصناعة التلفزيونية في البلاد، وإسكات الحوثيين لبعض الشاشات منذ سيطرتهم على صنعاء، تأتي القناة "برؤية للعمل بشكل مغاير عن القنوات اليمنية، من خلال التركيز على التغطية الخبرية المباشرة والاقتراب بشكل أكثر مهنية وحرفية من المجال الاخباري وبما يشبع رغبة المتابع اليمني"، كما يقول المدير العام لقناة "بلقيس"، الإعلامي أحمد الزرقة، لـ"المدن".
وأوضح الزرقة أن قناة "بلقيس" قناة "سياسية إخبارية منوعة تهتم بالشأن اليمني وتفرد مساحة للخبر والتحليل ومقرها الرئيس في اسطنبول، ولها مكتب رئيس في صنعاء ومراسلون في عدد من المحافظات اليمنية، ويعمل فيها عدد من الصحافيين الشباب من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية"، مشيراً الى أنها "تسعى إلى تعزيز قيم العدالة والحرية والمساواة وتنحاز إلى قضايا المواطنين".
وأكد أن "غايتنا تقديم رسالة إعلامية متوازنة وهادفة تعزز من الشفافية والمشاركة المجتمعية في الرقابة على الفساد ومقارعة الفاسدين والدفاع عن الحريات العامة وحرية الصحافة والتعبير". وتراهن القناة على الظهور بشكل مغاير عن السائد من أجل الجذب والتأثير، إذ يعتبر القيمون عليها أنها تمثل "تجربة تلفزيونية طموحة" كما يؤكد مديرها العام، ما يعني حاجتها للعمل المؤسسي المتكامل باحترافيته الدينامية غير التقليدية.
والحال إن الإعلام اليمني في مجمله، إعلام موجّه، ونادراً ما يقدم محتوى حقيقياً يوالي الحقيقة، كما أن صراع هذه القنوات على أشده، وهو في جوهره صراع سياسي متوتر ويصنع التأزم والإرباك للمشاهد العادي.
في هذا السياق، تبرز قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثيين، كما تبرز قناة الرئيس علي عبد الله صالح. ولعلهما الأعلى من نسبة الاهتمام اليوم، بسبب مستجدات خطابهما، وتأثيره في التعاطي مع الأحداث. وبشكل خاص، يمكن القول إن قناة "المسيرة" محافظة اتجاه المرأة، وحتى اتجاه الأغاني، وخطابها منكفئ على الإطار الإيديولوجي للجماعة الشيعية، وذلك على عكس بقية القنوات ذات المنحى الترفيهي والانفتاحي اتجاه قضايا متنوعة، في غالبيتها. فيما تُعدّ "اليمن اليوم" أكثر مهنية وتنوعاً في الخطاب، قياساً ببقية القنوات، كما أنها تتمتع بإمكانات فنية أعلى.
لكن، على الضفة التنافسية الأخرى، تقف قناة "سهيل" المملوكة لرجل الأعمال حميد الأحمر، القيادي في حزب "الإصلاح" الإسلامي، وقناة "يمن شباب" المحسوبة على الحزب نفسه.
إضافة إلى قناة "السعيدة"، المملوكة لمجموعة تجارية، وهي الأقرب للاستقلالية من ناحية مهنية، وتحوز رضىً على المستوى الشعبي أكثر من غيرها، فضلاً عن قناة "الساحات" الممولة من "حزب الله" وهي مطعّمة بنفحة يسارية.
وتبث في الساحة اليمنية أيضاً، قناتا "ازال" و"معين"، المملوكتان من قيادات في "حزب المؤتمر" الذي يترأسه صالح، فضلاً عن قناتين متخصصتين في الشأن الجنوبي والحراك المتعلق بالقضية الجنوبية، وهما "عدن لايف" المدعومة إيرانياً والمملوكة لنائب رئيس الجمهورية عقب الوحدة بين الشمال والجنوب العام 1990، علي سالم البيض المطالِب بالانفصال، إضافة إلى "المصير" للرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، المقيم في القاهرة.
أما القنوات الرسمية، مثل "اليمن" الفضائية و"سبأ" و"الإيمان" و"عدن"، فيسيطر عليها الحوثيون، عدا قناة "عدن" التي سيطرت عليها اللجان الشعبية التابعة للحراك الجنوبي.
فمنذ 11 فبراير/شباط الحالي، الذكرى الرابعة للثورة السلمية اليمنية، بدأت القناة، منذ يوم اطلاقها، في إرباكات البث التجريبي على النايل سات بتردد 11526 | أفقي، معدل الترميز: 27500 | 3/4. وتوكل كرمان معروفة بانتمائها الإخواني ولحزب "الإصلاح" الإسلامي و"ثورة فبراير"، وعرفت بآرائها الناقدة والصِدامية مع نظام علي عبدالله صالح. وبحسب مصدر مقرب، تأتي قناة "بلقيس" التي تأمل الدخول في حلبة المنافسة، في وقت تتصاعد فيه الثورة المضادة، بحسب ما ترى كرمان.
ولعل اختيار القناة تركيا مقراً لها، باعتبارها مكاناً آمناً لإبراز خطاب القناة، يعود بشكل رئيس الى امتيازات الجنسية التركية التي حصلت عليها كرمان في العام 2012، مع كافة أفراد أسرتها، اضافة الى علاقتها مع السلطة. إذ قال وزير الخارجية التركي حينها، أحمد داوود أوغلو، بأنه يفخر بكرمان "لأنها من أوائل الذين حملوا مشعل الحرية والديموقراطية في العالم العربي وقد مُنحت الجنسية تكريماً لها وللدور الذي قامت به من أجل اليمن".
وفي ظل الرتابة التي تطغى على المشهد اليمني، ومشاكل الصناعة التلفزيونية في البلاد، وإسكات الحوثيين لبعض الشاشات منذ سيطرتهم على صنعاء، تأتي القناة "برؤية للعمل بشكل مغاير عن القنوات اليمنية، من خلال التركيز على التغطية الخبرية المباشرة والاقتراب بشكل أكثر مهنية وحرفية من المجال الاخباري وبما يشبع رغبة المتابع اليمني"، كما يقول المدير العام لقناة "بلقيس"، الإعلامي أحمد الزرقة، لـ"المدن".
وأوضح الزرقة أن قناة "بلقيس" قناة "سياسية إخبارية منوعة تهتم بالشأن اليمني وتفرد مساحة للخبر والتحليل ومقرها الرئيس في اسطنبول، ولها مكتب رئيس في صنعاء ومراسلون في عدد من المحافظات اليمنية، ويعمل فيها عدد من الصحافيين الشباب من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية"، مشيراً الى أنها "تسعى إلى تعزيز قيم العدالة والحرية والمساواة وتنحاز إلى قضايا المواطنين".
وأكد أن "غايتنا تقديم رسالة إعلامية متوازنة وهادفة تعزز من الشفافية والمشاركة المجتمعية في الرقابة على الفساد ومقارعة الفاسدين والدفاع عن الحريات العامة وحرية الصحافة والتعبير". وتراهن القناة على الظهور بشكل مغاير عن السائد من أجل الجذب والتأثير، إذ يعتبر القيمون عليها أنها تمثل "تجربة تلفزيونية طموحة" كما يؤكد مديرها العام، ما يعني حاجتها للعمل المؤسسي المتكامل باحترافيته الدينامية غير التقليدية.
والحال إن الإعلام اليمني في مجمله، إعلام موجّه، ونادراً ما يقدم محتوى حقيقياً يوالي الحقيقة، كما أن صراع هذه القنوات على أشده، وهو في جوهره صراع سياسي متوتر ويصنع التأزم والإرباك للمشاهد العادي.
في هذا السياق، تبرز قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثيين، كما تبرز قناة الرئيس علي عبد الله صالح. ولعلهما الأعلى من نسبة الاهتمام اليوم، بسبب مستجدات خطابهما، وتأثيره في التعاطي مع الأحداث. وبشكل خاص، يمكن القول إن قناة "المسيرة" محافظة اتجاه المرأة، وحتى اتجاه الأغاني، وخطابها منكفئ على الإطار الإيديولوجي للجماعة الشيعية، وذلك على عكس بقية القنوات ذات المنحى الترفيهي والانفتاحي اتجاه قضايا متنوعة، في غالبيتها. فيما تُعدّ "اليمن اليوم" أكثر مهنية وتنوعاً في الخطاب، قياساً ببقية القنوات، كما أنها تتمتع بإمكانات فنية أعلى.
لكن، على الضفة التنافسية الأخرى، تقف قناة "سهيل" المملوكة لرجل الأعمال حميد الأحمر، القيادي في حزب "الإصلاح" الإسلامي، وقناة "يمن شباب" المحسوبة على الحزب نفسه.
إضافة إلى قناة "السعيدة"، المملوكة لمجموعة تجارية، وهي الأقرب للاستقلالية من ناحية مهنية، وتحوز رضىً على المستوى الشعبي أكثر من غيرها، فضلاً عن قناة "الساحات" الممولة من "حزب الله" وهي مطعّمة بنفحة يسارية.
وتبث في الساحة اليمنية أيضاً، قناتا "ازال" و"معين"، المملوكتان من قيادات في "حزب المؤتمر" الذي يترأسه صالح، فضلاً عن قناتين متخصصتين في الشأن الجنوبي والحراك المتعلق بالقضية الجنوبية، وهما "عدن لايف" المدعومة إيرانياً والمملوكة لنائب رئيس الجمهورية عقب الوحدة بين الشمال والجنوب العام 1990، علي سالم البيض المطالِب بالانفصال، إضافة إلى "المصير" للرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، المقيم في القاهرة.
أما القنوات الرسمية، مثل "اليمن" الفضائية و"سبأ" و"الإيمان" و"عدن"، فيسيطر عليها الحوثيون، عدا قناة "عدن" التي سيطرت عليها اللجان الشعبية التابعة للحراك الجنوبي.