ينتظر اليمن اليوم الأربعاء، ساعات حاسمة، ستتخذ فيها قرارات وخطوات مصيرية على الأرض ستشكل الوجه الجديد للبلد المضطرب.
فبعد الهدوء الحذر الذي خيم مع دخول ليل ثلاثاء حافل بالتوتر والاقتتال، أسفر عن احتلال الحوثيين، المقار الرئاسية في العاصمة صنعاء، في خطوة اعتبرها البعض انقلابا على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بات الحوثيون من موقع قوة في انتظار اجتماع مزمع عقده اليوم مع الحكومة اليمنية سيسفر عن رضوخ البلاد لشروط زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي.
وفي الوقت الذي يرى فيه مستشار هادي، فارس السقاف، أن شروط الحوثيين لا تتعدى ما اتفق عليه في مؤتمر السلم والشراكة، رافضا تسمية ما حصل بالانقلاب، يتخوف المجتمع الدولي من تنامي قوة الجماعة الشيعية التي فرضت واقعا جديدا على اليمن، مشككا بالنوايا الحوثية.
وغالبا ما تتصرف الجماعة الشيعية بشكل مغاير عما تمليه دبلوماسيتها من تصريحات، وكثيرا ما خرقت اتفاقيات لوقف إطلاق النار إن كان مع القوات الحكومية أو المسلحين القبليين في وسط اليمن وشماله.
وأدان مجلس الأمن ما قامت به جماعة الحوثي، مؤكدا وقوفه مع الرئيس هادي الذي يحظى بالشرعية الدولية.
وأعلن المجلس عن عودة المبعوث الأممي جمال بن عمر إلى اليمن اليوم، في وقت تشهد فيه البلاد توترا متصاعدا انتقل إلى جنوبه.
فبينما تعيش العاصمة صنعاء على وقع التصعيد الحوثي، الذي لا تتفق دبلوماسيته مع ما يفعله على الأرض، يرى الحراك الجنوبي أن الوقت قد حان لإعلان الانفصال.
والمحافظات الجنوبية لا سيما عدن، بحد ذاتها تعيش حالة من الانقسام، بين التمسك بشرعية الرئيس هادي ودعمه بعيدا عن النزعات الانفصالية، وبين الحراك المطالب بالانفصال ويرى في التصعيد الحوثي بصنعاء فرصة ثمينة لاقتناص الفرصة وإعلان الاستقلال.
وفي هذه الأثناء، قالت مصادر محلية في محافظة عدن جنوب اليمن أن وفوداً من اللجان الشعبية المسلحة وصلت مساء الثلاثاء إلى المحافظة قادمة من محافظات أبين ولحج وشبوة بهدف إغلاق الحدود البرية بين جنوب اليمن وشماله، بالإضافة إلى إغلاق الموانئ الجوية والبحرية للمحافظة.
وقالت مصادر قيادية في اللجان الشعبية أن وفوداً أخرى من اللجان المسلحة ستصل خلال الساعات القادمة، بهدف حماية محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية من تسلل عناصر مسلحة لم تسمها.
وأوضح مصدر قيادي في اللجان الشعبية أنه ليس لديهم مانع من التنسيق مع شباب الحراك الجنوبي وقياداته من أجل العمل معا للحفاظ على حماية الممتلكات العامة والخاصة من أي أعمال تخريبية قد تطالها، والترتيب من أجل الحفاظ على السكينة العامة للمواطنين.
ولكن الحراكيين سرعان ما أصدروا بياناً تسلمت شبكة "إرم" نسخه منه، أكدوا فيه "أن ما يجري في صنعاء هو انعكاس لتفاعلات تتصاعد منذ فترة ضمن إطار الصراع على مراكز القوة والقرار من أجل السيطرة على اليمن وأن الجنوب ليس طرفاً فيه"
ودعا البيان الجنوبيين المشاركين في سلطة صنعاء بالاتعاظ مما يجري والالتحاق إلى ما أسماه الحراك الجنوبي بـ"ثورة شعبهم الجنوبية التحررية"، مجدداً رفضه لأي مشاريع تنتقص من مطالب الجنوبيين بالانفصال.
