عندما حط مسبار "فيلي" من مركبة "روزيتا على مذنب "P 67" الأسبوع الماضي، توجهت أنظار العلماء للخطوة القادمة، إذ أشار أحد علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بأنه سيعمل على وصول الإنسان إلى المريخ بحلول عام 2035، وهذا الباحث هو امرأة، الدكتورة إلين ستوفان.
الوصول إلى الكوكب الأحمر
ولكن المشكلة لا تكمن فقط في الرحلة التي تستغرق ثمانية شهور للوصول إلى الكوكب الأحمر، بل في إمكانية بقاء من يصل إليه على قيد الحياة، إذ قالت ستوفان إنه "سيتوجب علينا أن نتوصل إلى طريقة تحمي من يبلغ المريخ".
وتعود الصعوبة في وصول الإنسان إلى المريخ بإيجاد طريقة للهبوط على سطحه، والذي سيعتبر مهمة صعبة بسبب غلافه الجوي الرقيق، خاصة مع المعدات الفضائية الثقيلة.
لكن ستيفان تقول إن العلم يتقدم يوماً بعد يوم، وأن الأبحاث الفضائية الآن في طريقها لتحويل ما كان البشر يحلمون باستكشافه في الفضاء إلى حقيقة.
امرأة في فضاء الرجال
بدأت ستيفان حلمها بالوصول إلى الفضاء منذ مشاهدتها انطلاق صاروخ بعمر أربعة أعوام، برفقة والدها لكن انفجار ذلك الصاروخ مهد في العقود اللاحقة لأن تبني الطفلة الحلم بالوصول إلى الفضاء، وهي الآن مديرة قسم الأبحاث في الوكالة حيث كان يعمل والدها سابقاً ومستشارة رئيسية لناسا.
وتقول ستيفان إن عملها مع ناسا يشعرها أحياناً بأنها مخلوق فضائي غريب، وتعترف بأنه "كان يتوجب علي أن أعمل أربعة أضعاف الجهد الذي بذله زملائي من الذكور لكي تزداد ثقتهم بي بمقدار النصف."
وتضيف "حتى في الاجتماعات، أول ما ألاحظه هو نسبة الذكور مقارنة بالإناث داخل القاعة، والإناث يشكلن ما بين 10 -20 في المائة من الحاضرين في أفضل الأحوال."
وأشارت ستيفان إلى أن هذه النسبة تعم النساء العاملات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، داعية إلى أن هذه المجالات بحاجة إلى "مساعدة الجميع."
وتقول إن "الوصول إلى كوكب آخر يشكل خطوة ضخمة للبشرية، ويجب على أفضل العقول التعاون لتحقيق هذا الإنجاز، وألا يحدد بالرجال من ذوي البشرة البيضاء، عندها لن توظف البشرية لتحقيق أهدافها كما يجب."