الرئيسية / شؤون محلية / قصة من ساحة التغيير: أمهات يلتحقن بساحة التغيير بعد استشهاد أولادهن في مجازر النظام
قصة من ساحة التغيير: أمهات يلتحقن بساحة التغيير بعد استشهاد أولادهن في مجازر النظام

قصة من ساحة التغيير: أمهات يلتحقن بساحة التغيير بعد استشهاد أولادهن في مجازر النظام

29 سبتمبر 2011 12:01 مساء (يمن برس)
كشفت المآسي التي تعرضت لها العديد من العائلات والأسر اليمنية من جراء فقدها لأبنائها الذين استشهدوا برصاص القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح خلال مشاركاتهم في مسيرات احتجاجية تطالب بالتعجيل بإسقاط النظام ورحيل صالح وتحقيق الحسم الثوري، عن نماذج مشرفة لأمهات بادرن إلى التعبير عن مواقف مؤثرة أسهمت في تعزيز الزخم الإنساني للثورة الشبابية .

ورفضت والدة الشهيد عبدالله العلفي، الذي قتل مع 27 آخرين من المتظاهرين يوم الأحد المنصرم جراء ارتكاب القوات الحكومية مجزرة مماثلة لمجزرة "جمعة الكرامة" في الثامن عشر من شهر مارس/ آذار المنصرم، البكاء على نجلها الفقيد أو تقبل العزاء في منزل العائلة، معتبرة أن عزاءها الوحيد في نجلها الراحل هو استمرار الثورة الشبابية حتى إسقاط النظام .

وفاجأت الأم المكلومة أعضاء اللجنة التنظيمية بساحة التغيير بصنعاء بتقديم مقتنيات ولدها الشهيد الشخصية كجهاز ال"لاب توب" وثيابه ومدخراته المالية البسيطة كتبرع منها لدعم صمود الثورة الشبابية القائمة ضد النظام .

ولم تجد الحاجة عائشة جياش، البالغة من العمر 55 عاما من طريقة للتخفيف من معاناتها ومصابها الجلل بفقدها لنجلها الأصغر عبدالله الحزي، الذي استشهد بجمعة الكرامة، وهو ذات اليوم الذي أصيب فيه ولدها الأكبر وصهره أثناء قيامهما بإسعاف المصابين والجرحى سوى الالتحاق بساحة التغيير بصنعاء مصطحبة معها كفنها الأبيض، الذي لاتزال تحتفظ به في خيمة الاعتصام التي نصبتها .

ورفضت الحاجة عائشة الاستجابة لمناشدات نجلها الأكبر وشقيقته لها بالعودة إلى المنزل ومغادرة الساحة رأفة بسنها المتقدم من مشقة الاعتصام في الساحة، فقد أبدت إصرارها على مواصلة الصمود والاعتصام حتى تتحقق أمنية نجلها الراحل بإسقاط النظام والتحرر من هيمنة وسطوة العائلة الحاكمة، على حد تعبيرها .

وقالت في تصريح ل"الخليج": "لا أنكر أنني أشعر بالتعب كل يوم من الاعتصام بالساحة، فلا سني ولا صحتي تساعداني على التحمل، لكنني عاهدت الله بعد استشهاد ابني ألا أنام في فراشي وتحت سقف بيتي وعلي عبدالله صالح، الذي خرج ولدي يتظاهر من أجل إسقاطه وقتلوه عساكره بلا رحمة أو شفقة لايزال يحكم اليمن" . وتبدي خوفها من موتها قبل أن يتحقق حلمها بالتغيير، وقالت: "لا أخاف من شيء إلا أن أموت قبل هذا اليوم الذي أراه قريباً إن شاء الله".
شارك الخبر