الرئيسية / شؤون محلية / التوتر يخيم على صنعاء والمحافظات الأخرى والمواجهة العسكرية تدنوا من ساعة الصفر
التوتر يخيم على صنعاء والمحافظات الأخرى والمواجهة العسكرية تدنوا من ساعة الصفر

التوتر يخيم على صنعاء والمحافظات الأخرى والمواجهة العسكرية تدنوا من ساعة الصفر

09 سبتمبر 2011 07:10 مساء (يمن برس)
يترقب الثوار واليمنيين ساعة الصفر الأخيرة لبدء الحملة العسكرية التي سيقودها نجل صالح للقضاء على معارضيه في اليمن التي سيستخدم فيها كافة أنواع الاسلحة التي تم جلبها مؤخرا من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

تعيش معظم محافظات اليمن حالة من التوتر وانتشار لمسلحين في احيائها واسواقها كما هو حاصل في محافظة الحديدة شمال غرب البلاد، الذي شكا منها سكان محليون من حالات فوضى وانتشار مسلحين في الأسواق وشوارع المحافظة وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنين في ظل غياب واضح للجهات الأمنية.

انفجار الوضع عسكريا هو السيناريو المطروح حاليا بعد فشل كل المساعي السياسية الرامية لإنهاء ما يحدث في اليمن بطرق المبادرات والمفاوضات السياسية، العاصمة اليمنية صنعاء اصبحت شبيهة بثكنة عسكرية فهناك الكثير من المدرعات وحاملات الجند والدبابات تتمركز في عدد من الشوارع، كما يتواجد عدد ممن يطلق عليهم "البلاطجة" في كثير من المنازل المجاورة لساحة التغيير بصنعاء وفي مناطق متفرقة من الحارات المجاورة ويتلقون دعما بالذخائر الحية والأموال.

حالة الاستنفار القصوى المفروضة في صنعاء من قبل أطراف الجيش الموالون لصالح والجيش المؤيد للثورة بلغت ذروتها واشدها، فبعد إغلاق مداخل العاصمة صنعاء في وجه المسافرون، مدة يومين فتحت قوات الحرس الجمهوري التي تسيطر على تلك المنطقة الطريق امام المسافرون وسمحت لهم بدخول العاصمة صباح الثلاثاء.

ورغم منع الكثير من المسافرين خلال اليومين الماضيين من دخول العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن ذلك لم يثن الكثير من المواطنين التوافد والوصول إلى ساحة التغيير بصنعاء فبدت ساحة التغيير بصنعاء يومي الاثنين والثلاثاء أكثر كثافة بالناس واصبح الكثير من المواطنين يتوافدون إلى الساحة بشكل يومي، منذ الإعلان عند بدء التصعيد الثوري السلمي .

اغلاق النقاط الأمنية امام الداخلين لصنعاء كان الغرض منه منع تدفق آلاف المواطنين إلى ساحة التغيير بصنعاء وسط استعدادات واسعة للثوار بتنظيم مسيرات تصعيدية شبه يومية لن تتوقف إلى بإسقاط ما يسمونه بقايا النظام العائلي.
ومع الانتشار الأمني الكثيف والتوتر القائم في صنعاء يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بتفجير الوضع عسكريا في صنعاء وآخر تلك الاتهامات هو اتهام أحمد عبد الله الصوفي، السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني، علي عبد الله صالح ، قائد الفرقة الأولى مدرع المنضم للثورة بسعيه لتفجير الوضع عسكريا في صنعاء وقال الصوفي في تصريح نقلته الشرق الأوسط اللندنية أن هناك وثيقة خطيرة سربها ضابط منشق عن الفرقة الأولى مدرع تفيد بتخطيط لتفجير الوضع عسكريا من قبل اللواء على محسن الأحمر، وهو الاحتكاك بأفراد من الأمن المركزي خلال المسيرات وضرب هذه القوات بالاضافة إلى تفجير 18 لغما بين المتظاهرين لغرض إثارة الرأي العام العالمي بحسب ما قاله الصوفي للشرق الأوسط.

المستشار الاعلامي لعلي محسن الأحمر الدكتور عبد الغني الشميري نفى تلك ما اورده الصوفي وقال بأن تلك الوثائق نزلت منها الكثير في الصحافة المحلية وعندما لم يتم التعامل معها تم اللجوء إلى الاعلام الدولي وأن كل تلك الوثائق مزورة وغير صحيحة وأن " تلك الوثيقة مزورة، لا تعني لنا شيئا، وسوف نظل على نهجنا السلمي حتى يتم إنجاح الثورة".

وقال الشميري بحسب ما نشرته الشرق الأوسط " لو كان الأمر بالتخطيط لتفجير الوضع عسكريا صحيحا لكان الأولى بنا الدفاع عن أنفسنا في الفرقة حيث استهدفنا مرات عديدة في محاولات لجرنا إلى العنف المسلح، مما أوقع 38 قتيلا و150 جريحا و50 مختطفا لدى الأمن القومي والحرس الجمهوري، فلو كانت لدينا النية في تفجير الوضع عسكريا لكان الأولى الدفاع عن أنفسنا".

وأضاف الشميري: "إن الوسطاء والأشقاء والأصدقاء في مقابلاتهم مع اللواء الأحمر دائما يثنون على التزامه بضبط النفس".
ووصف الشميري تلك الوثائق بأنها دليل على احتضار النظام الذي يمارس قطع الطرقات وحصار المدن منذ 3 أيام.
الكثير من الأطراف السياسية من بينها اطراف موالية لصالح ومسؤولون تخشى من تفجير الوضع عسكريا فذلك سيشكل خطرا على الجميع وستصبح اليمن في آتون حرب ضروس لا يعلم أين ستتوقف، ويتهم المؤيدين للنظام ومسؤولين أن نهج التصعيد الثوري الذي اتخذه شباب الثورة في اليمن سيفاقم مما اسموه بـ"الأزمة".

نائب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي الذي يصفه السياسيون في اليمن بأنه لا يملك من الأمر شيء سوى منصب وكرسي قال خلال اجتماع استثنائي باللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام (الحاكم) الثلاثاء " أن التصعيد الأخير أخذ يزيد الأزمة اشتعالا وخطورة إضافية في غاية بالغة من الإزعاج والتخويف ".

ودعا هادي إلى ضرورة استشعار المسؤولية الوطنية التاريخية الجسيمة التي يجب أن يضطلع بها الجميع، حيال الأوضاع الوطنية الراهنة، وقال بأن اليمن يعيش حاليا في محنة حقيقية طالت الجميع دون استثناء، وبأن الأزمة باتت تؤرق الكبير والصغير، حسب قوله.

يراهن قائد الحرس الجمهوري احمد علي عبد الله صالح، على ترسانته العسكرية الحديثة للانتقام ممن طالبوا برحيل والده، فهو يحضى بدعم سعودي ويملك علاقة وطيدة مع الأمريكيين وهو الأمر الذي عده مراقبون بأنه قد يجعل نجل صالح يخوض معركة ضد معارضي والده وينتقم له بضوء أخضر سعودي وأمريكي.

لكن عدد من ضباط الحرس الجمهوري يقللون من تلك المراهنة خصوصا إذا اعتمد "احمد" على افراد الحرس الجمهوري، الذين ليس لهم طاقة ولا احتمال بأن يقتلوا اخوانهم وأبنائهم بتلك الترسانة العسكرية.
لا يزال الوضع في اليمن مقلقا خصوصا وأن الجميع يضع اصابعه على الزناد، وكل ما يجب أن يفهم حتى الآن هو أن الحسم العسكري والقوة العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لنهاية الثورة السلمية والمسألة مسألة وقت والعد التنازلي سيبدأ قريبا فمتى ستحين ساعة الصفر.
شارك الخبر